محمد سليمان العنقري
ركزت المشاريع الضخمة بمدينة الرياض التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على رفع نصيب الفرد من المساحات الخضراء إلى 16 ضعفاً، حيث شملت المشاريع إنشاء أكبر حديقة بالعالم (حديقة الملك سلمان) إضافة لزراعة 7.5 مليون شجرة، كما أن أحد المشاريع سمي مشروع الرياض الخضراء وبلغ إجمالي تكلفتها الإجمالية التقديرية 86 مليار ريال.
فالتوجه لتحسين البيئة العامة بالعاصمة الرياض بات أمراً ذا أهمية بالغة، وذلك دعماً لرفع مستوى الصحة العامة وجودة الحياة وتقليل التلوث بالعاصمة ذات الطبيعة الصحراوية، فالانعكاسات الاقتصادية لهذه المشاريع لا تقتصر على حجم الأموال التي ستضخ لإنشائها أو ما ستجذبه من استثمارات أو عدد فرص العمل التي ستتولد عنها والتي قدرت بنحو 70 ألف فرصة عمل، إنما الأثر الذي لا يقل أهمية هو الأثر البيئي والصحي الذي سيتحسن من خلال تقليص حجم تأثير تلوث الهواء نتيجة للغبار الذي يثار باستمرار على الرياض نظراً لطبيعتها الصحراوية بخلاف عوادم المركبات والمصانع، فالرياض تبقى من أكبر المدن من حيث دورها بالناتج المحلي بالمملكة وسكانها يتجاوزون 6 ملايين نسمة.
فهذه المشاريع عند استكمالها بخلاف ما تضيفه من الناحية الجمالية للمدينة إلا أن الجانب البيئي مهم جداً كما أن لهذا الكم الهائل من المساحات الخضراء التي ستضاف تأثير إيجابي بتقليص استخدام أجهزة التكييف على مدار العام، أي ستطول مدة فترة الاعتدال بدرجة الحرارة خلال العام في الفترة التي تأتي من أواخر فصل الخريف لنهاية فصل الربيع، كما أن لتأثير العدد الكبير من الأشجار في تخفيف حدة التلوث والأتربة دور مهم بتحسين الحالة الصحية وتقليص أثر أمراض الجهاز التنفسي الموسمية، وهذا يعد جزءًا من الوقاية لرفع مستوى الصحة العامة، وهو ما يقلص من الإنفاق على معالجة الأمراض واستهلاك الأدوية التي تتسبب بها العوامل البيئية.
تحسين البيئة العامة بالرياض وزيادة المسارات التي يمكن ممارسة الرياضة فيها يسهم بتحقيق أحد أهداف الرؤية برفع درجة الوقاية من الأمراض والوصول لمتوسط عمر عند 80 سنة للسكان ارتفاعاً من نحو 75 سنة، مع تقليل نسبة الأمراض المزمنة عبر الوقاية التي تعد ممارسة الرياضة وتحسين البيئة العامة وجودة الهواء أحد ركائزها، ومشاريع الرياض التي أطلقت قبل أيام وما سيليها من مشاريع مماثلة في بقية المدن حسب احتياجها يؤكد أن مسارات الرؤية تسير وفق جدولها الزمني للوصول لأهدافها وعلى رأسها جودة الحياة بكل التفاصيل التي ترتقي بها.