«الجزيرة» - علي بلال:
شدَّد المؤتمر الدولي العلمي السادس على أهمية وحدة الأمة الإسلامية في مواجهة التطرف، وأهمية الإسلام والتسامح وقيم التكامل، والمؤسسات الحاضنة للإسلام، ودورها في تحصين المجتمع من التطرف وخطاب الكراهية، وآثاره السلبية على الأمة.
وأوصى المؤتمر الدولي العلمي السادس الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي برعاية كريمة من فخامة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، ومشاركة المملكة ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بعشر توصيات، تضمنت العمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام بوصفه دين الوسطية والاعتدال والتسامح، والتوصية الثانية نهج نصوص الكتاب والسنة الموصلة للإجماع، والمحذرة من التطرف والكراهية، والثالثة التحذير من التأويل الخاطئ للنصوص الشرعية، والرابعة دعوة العلماء والمثقفين والإعلاميين وأصحاب المنابر والرأي إلى تقديم رؤى وبرامج ناضجة مدعمة بالنصوص الشرعية والشواهد التاريخية حول أحكام الجهاد والولاء والبراء والجماعة وطاعة ولي الأمر.
وجاءت التوصية الخامسة والسادسة بالتشديد على تعزيز التعاون في المشتركات بين المذاهب السُّنية، ورفض التعصب والتصدي لأسبابه، وتوظيف تكنولوجيا الاتصالات المعاصرة بإنشاء مواقع إعلامية إسلامية، تدافع عن قيم الوسطية والاعتدال، وتدعو إلى نبذ التطرف وخطاب الكراهية. أما التوصية السابعة فركزت على توظيف المناهج التربوية، ومواءمتها مع ما يتوافق مع عقيدة الأمة، وشريعتها، وتعزيز قدرات المؤسسات التعليمية لتحصين الشباب من الفكر المتطرف والكراهية. فيما أكدت التوصية الثامنة على التصدي لأنماط العنف والكراهية كافة بالوسائل العلمية، وإبراز المفاهيم الإسلامية الصحيحة وصولاً إلى إيضاح حقيقة الإسلام المعتدل الذي ينسجم مع الفطرة السوية، ويتعايش مع الآخر بأمن وسلم وعدل وإحسان.
واختُتمت التوصيات بالتاسعة والعاشرة اللتين نصتا على أهمية توعية الشباب ونصحهم بتعظيم الثوابت الشرعية، والالتزام بآداب الاختلاف والحوار، إضافة إلى العمل الدائم على تشجيع حوار الحضارات والأديان.
وأجمع المؤتمرون على إدانة ما تعرَّض له المصلون الأبرياء في مسجد بدولة نيوزيلندا من هجمات بربرية، دافعها العصبية والكراهية، مثمنين في الوقت نفسه مستوى التعاطف الذي عبَّر عنه الآخرون في مختلف دول العالم.
واستعرض رئيس وفد المملكة في المؤتمر نيابة عن وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الدكتور عبد الله بن محمد الصامل المضامين العلمية والفكرية التي تابعها المشاركون على مدى يومين، منوهًا بما قدمه الباحثون والمشاركون من أبحاث علمية متميزة لتعزيز وحدة الأمة الإسلامية في مواجهة التطرف وخطابات الكراهية.