باريس - «الجزيرة» / تصوير - عمر التميمي:
ليلة شعرية باذخة، عاشتها عاصمة الجمال والشعر باريس، بحضرة الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن آل سعود في اليوم العالمي للشعر، إذ اعتلى البدر منصة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، ملقيًا بفرائده الشعرية أمام جمع من المثقفين والأدباء والمسؤولين في عدد من دول العالم، خلال أمسية «ناي»، كثاني شاعر سعودي تنصت «اليونسكو» ومجتمعها الثقافي لقصائده.
وألقى الأمير بدر بن عبدالمحسن مجموعة من قصائده، مع ترجمة مباشرة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وسط حضور عالمي نحو 500 شخص من أدباء ومثقفين، ومسؤولين في عدد من الدول الأعضاء بمنظمة «اليونسكو».
ولحظة وصول صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن آل سعود، كان في مقدمة مستقبليه وزير الثقافة صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله آل سعود.
وقال الأمير بدر بن عبدالمحسن، «التقينا.. باريس وأنا، في السبعينات من القرن الماضي، ولا أظن باريس تتذكر هذا اللقاء، ثم التقينا بعد ذلك مرات عدة، وأجزم أني الوحيد الذي يتذكر متى وأين».
الجدير بالذكر أن أمسية البدر اكتظت بالحضور الكبير اللافت، وكان من ضمن الحضور السفير السعودي لدى فرنسا الدكتور خالد العنقري ومندوب المملكة في اليونيسكو الدكتور إبراهيم البلوي وأعضاء السفارة والبعثة الدبلوماسية، وأيضاً رئيس معهد العالم العربي الفرنسي جاك لانغ، بالإضافة إلى رئيس مركز مبادرات مسك الاستاذ بدر العساكر.
وأضفى بدر بن عبد المحسن على الكلمات إحساسه المعتاد، وانطلق بـ 14 قصيدة معزوفة البيانو.
ووفقاً لـ«يونيسكو»، كان الهدف من الاحتفال بهذه الأمسية هو دعم التنوع اللغوي من خلال التعبير الشعري، والعودة إلى التقاليد الشفوية للأمسيات الشعرية، وتعزيز وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى، مثل المسرح والموسيقى والرسم.
ويعكس تاريخ انعقاد هذه الأمسية أهمية خاصة في تقديم أحد أهم رواد الشعر السعودي، وإبراز تطور الحركة الشعرية في المملكة العربية السعودية، من على منصة المنظمة العالمية الرائدة في مجال الثقافة والأدب.
وتأتي هذه الأمسية كجسر تواصل مع منظمة اليونيسكو، ومجتمع أعضائها، وتمنح الفرصة للدول الأعضاء والمهتمين في الشأن الثقافي والشعري، للاطلاع على الثقافة السعودية في العصر الماضي والحديث، لا سيما أن الأمسية صاحبها معرض فني يحتوي على لوحات فنية من إبداعات للأمير بدر بن عبد المحسن الثقافية، إضافة إلى مشاركة الفنان حسين الجسمي، بمعزوفة فنية خلال الأمسية لأول مرة من على خشبة مسرح اليونسكو.
ويأخذ مركز المبادرات في مؤسسة مسك الخيرية من خلال إطلاق هذه الأمسية، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، وبالتعاون مع مؤسسة بدر بن عبدالمحسن الحضارية، دوراً ريادياً في تعزيز حضور الثقافة السعودية على المستوى العالمي.
ودخل مركز مبادرات مسك الخيرية، على طريق التواصل الثقافي مع الأمم المختلفة، ليعود دور الشعر والشاعر إلى سابق أوانه، ويكون بمنزلة ناقل وشارح لما تعيشه الأوساط الثقافية والفكرية والاجتماعية من تطور وحراك مستمر، حسب ما كان يُعهد على الشعر والشعراء في قرون ماضية.
وفي الوقت الذي يشكل فيه الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز أيقونة في الشعر السعودي الحديث، حرص مركز مبادرات مسك الخيرية على أن تكون مشاركته من خلال منصة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، بالتزامن مع يوم الشعر العالمي.
ويعتبر يوم الشعر العالمي فرصة هي الأبرز، للتواصل مع الشعوب الأخرى، وتسليط الضوء للدور الثقافي السعودي، الذي يلعب الشعر فيه الدور الأبرز على مر التاريخ، في حياة السعوديين على المستوى الشعبي، وعلى المستوى الرسمي في آنٍ واحد، إلى أن بات سمةً من سمات المكون الثقافي السعودي في العصر الحديث.
ويأتي تنظيم هذه الأمسية امتداداً للشراكة بين مؤسسة مسك الخيرية ومنظمة اليونسكو، التي تتضمن إقامة أنشطة مشتركة تعزز من الروابط الثقافية والفكرية بين السعودية ومنظمة اليونسكو وعدد من دولها الأعضاء، إضافة إلى دور ذلك في تعزيز حضور الثقافة السعودية على المستوى العالمي.
ويعد استثمار منصة «اليونسكو» في اليوم العالمي للشعر فرصةً لتسليط الضوء على ثراء الثقافية السعودية، عبر الشعر، وتعزيز حضورها عالمياً، في أحد أشكال وصور التواصل مع الآخر، وإبراز القيم الإنسانية المشتركة عبر الإبداعات الشعرية السعودية، إضافة إلى ما صاحب الأمسية من معرض فني يعطي بوجوده فرص التبادل الثقافي والمعرفي بين الشعراء والمثقفين من دول عدة مع نظرائهم من المملكة العربية السعودية.