ناصر الصِرامي
تتطور الطريقة التي يقدم بها الإعلان التجاري، كما حملات السمعة والعلاقات العامة للمؤسسات والأفراد وحتى الدول.
اليوم تبدل الخطط التسويقية، وتستخدم تكتيكات متفاوتة ومختلفة أيضًا، والهدف دائمًا، جذب انتباه الجماهيرالذين يقضون مع هواتفهم وقتًا أطول مع أي شيء آخر!
أكثر من الأصدقاء والعائلة، وأكثر مما يشاهدون فيها شاشات التلفزيون أو الصحف أو حتى المواقع الإلكترونية - الويب، والذي أصبح تقليديًا.
في عصر تطبيقات التواصل الاجتماعي، أجبرت الشركات والعلامات التجارية أن تغير نهجها في التسويق، وتحديدًا في مجال التسويق الرقمي، نحو التسويق عبر المؤثرين على تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي.
الحقيقة الآن أن التسويق عبر المؤثرين، أصبح واحدًا من أكثر الطرق فعالية، والتي يمكن للشركات استخدامها لاستهداف جمهور نشط وزيادة الوعي بالعلامة التجارية، أو الرسالة المراد تمريرها.
التقديرات تقول أن 90 في المائة من العلامات التجارية في أمريكا، استخدمت مؤثرين خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، ومع استمرار انخفاض نسبة مشاهدة التلفزيون، أصبحت قنوات التسويق التقليدية مثل الإعلانات التلفزيونية والإعلانات المكلفة إنتاجيًا وبثًا، وأقل فعالية.وعليهِ فقد أصبح المسوقين المبدعين ووكالات الإعلانات ووكالات العلاقات العامة يجدون في التسويق عبر المؤثرين عوامل جذب بنتائج ملحوظه، ومن خلال إستراتيجيات غير مباشرة للوصول إلى العملاء/ الجمهور.
إلا أن العلاقات بين المؤثرين وجمهورهم لم تبدأ كونهم مؤثرين، بل مستهلكين مثل بقية للناس، لكنهم أجادوا التفاعل مع متابعيهم الباحثين عن رأي وتجارب مستهلك لمنتج أو خدمة، وحين يدفعهم شخص للتفاعل والشراء بناءً على توصياته وتجربته، لتبدأ (المشاركة والإعجاب والمتابعات والتحويلات والتعليقات). وهي ما تمنح المؤثر قيمته وتحدد وزنه وتصنيفه!
المؤثر هو مبدع في التواصل مع جماهير كبيرة من متابعيه على مواقع التواصل، ويمكن للمؤثرين أن يصبحوا مدافعين أقوياء عن العلامات التجارية/ أو موقف/ أو سياسة أو قضية رأي عام.
إذا أردت أن تكون مؤثرًا وتكسب المزيد من الشهرة والمال، من المهم أن يكون هدفك امتلاك القدرة على «التأثير» على القرارات التي يتخذها متابعيك ومتابعي متابعيك.
وإذا ما توفر لك جمهور -مهما يكن عددهم، متفاعلاً عبر قنواتك وحساباتك، عليك العمل على تنميتهم وزياد عددهم بالتفاعل والطرح الذكي والمحتوى الجذاب، حتى تصبح إضافة تسويقية للعلامات التجارية، وتكون مطلبًا لتقديم منتج أو خدمة لها صلة بجمهوره. للتأثير على قراراتهم وتوجيه رغباتهم وردود أفعالهم!
طبعًا كل شخص يمكن أن يعمل مع نجوم مواقع التواصل الاجتماعي لزيادة المبيعات، إلا أن البحث جارٍ باستمرار عن المؤثر «المناسب» للوصول إلى أقصى قدر من الكفاءة والأدباء في سوق المؤثرين المتبدلة والمتغيرة باستمرار وتسارع.
عدد متابعيك مهم، لكن الأهم للوكالات والعلامات التجارية رصد التفاعل الحقيقي، هل يعلّق ويشارك متابعيهم أم أنهم مجرد أرقام صامتة؟!، ومدى فعالية المؤثر على شبكته؟
وإذا لم تصل أرقام متابعيك إلى الأصفار الستة والملايين أو حتى مئات الآلاف، فإن ذلك ليس عائقًا لتكون مؤثرًا.
في اتجاهات التسويق الرقمي هناك نزوح عن بعض المؤثرين ممن يسجل متابعيهم بالملايين، إلى مؤثرين في دوائر أقل (مئات الألوف من المتابعين)، وذلك لسببين: الأول، التكلفة المبالغ فيها أحيانًا. ثانيًا، ترى بعض شركات التسويق أن توزيع حملة إعلانية على 10 أشخاص لدى كل منهم 100 ألف متابع مثلاً، أفضل من وضع حملة مع مؤثر واحد لديه مليون متابع وهكذا.. العمل بهذه الطريقة يخفف مخاطرالحملة، ويضمن تحقيق بعض نتائجها، لكنه يتطلب تناغم المؤثرين المشاركين فيها، مما يعنى أن تتعلم العمل مع مؤثرين آخرين في المستقبل!