رمضان جريدي العنزي
المدخل الشرقي لمدينة الرياض نابض بالحركة المرورية الدائمة المستمرة والكثيفة، هذا المدخل يعاني منذ سنوات طويلة من اختناقات مرورية عالية، وعشوائية في التحرك والانسياب وتداخل المركبات مع بعضها البعض، بشكل غير مرتب ولا أنيق، ولا يمت للحضارة والتقدم بشيء، ولا يجب أن يكون هذا المشهد العبثي والمتهالك في مدينة عريقة، وعاصمة جميلة، لها مكانتها المرموقة محلياً وإقليمياً.. هذا المدخل يا معالي الأمين، سبب الحوادث العديدة والكثيرة وما زال يعبث بالأرواح والمركبات، بسببه مات البشر، تيتم الأطفال، وترملت النساء، وصار في كل بيت عزاء ومأساة وغصة، ورواية حزينة تسرد، أن لهذا المدخل أهمية اجتماعية واقتصادية، لهذا يحتاج إلى برنامج عمل تأهيلي وتطويري وتحديث عاجل، لجعله مدخلاً مميزاً كبقية مداخل الرياض المميزة الأخرى، أن تأهيل هذا المدخل وتطويره ليس غاية بحد ذاته، وإنما هو وسيلة لغاية أسمى وهي تحسين المدخل وفق هندسة راقية، وتصميم يسر الناظرين، ليخدم المستخدم بسهولة ويسر وأمان، ولضمان سلاسة وانسيابية الحركة المرورية، أن الكثافة السكانية والحركية وتمدد الأحياء التي تمر بها هذا المدخل وتشعبها، يتطلب من الأمانة والجهات المعنية الأخرى، فعلاً سريعاً وعاجلاً لحل الاختناقات المرورية الكثيفة، والتخفيف من الحوادث المميتة.
أن ترتيب هذا المدخل، وإعادة تنظيم المداخل والمخارج فيه، مطلب غاية في الأهمية، خدمة للموظفين والطلبة وكل فئات الأحياء التي يمر بها هذا الطريق المدخل، ولسهولة وانسيابية الدخول والخروج، والتي يعاني أهالي وزار تلك الأحياء أشد المعاناة؛ أمرها وأعتاها دخولاً وخروجاً، أن الضرورة ملحة وعاجلة يا معالي الأمين لتأهيل هذا المدخل راحة لمستخدميه، وعكساً لصورة حضارية لمدينة كبرى يجب أن تكون زاهية بكل تفاصيلها، لكي يكون قوامها أنيقاً جميلاً وجاذباً، وتضميناً لبرامج التنمية وإستراتيجيات تطوير مناطق النقل وعلاقتها بالمناطق المحيطة بها، والتي تقاس على أثرها نظريات المخططين والمصممين والمعماريين، ويقيّم عن طريقها مدى التطبيق الفعلي.
أن تطوير هذا المدخل وبعث الحياة فيه وإكساءه حلة جديدة، وإقامة أرصفة وأنفاق وكباري فيه ووضع اللوحات الإرشادية والإنارة كي تساعد على كشف الطريق ليلاً، سوف يساعد الناس والمركبات على الحركة والانسيابية بطريقة نظامية حضارية، هي أس المبتغى والمراد والمأمول.. أن نظام النقل والمرور في المدن الحديثة يكتسب أهمية خاصة نظراً لاتساع حجوم المدن واستخدام وسائط متعددة للنقل مما يجعل الموضوع في غاية الأهمية والأولوية.. لقد اجتمعت عوامل كثيرة على جعل مدينة الرياض في المرتبة الأولى بين المدن السعودية الأخرى إذ حفل واقعها البيئي بكم من الدلالات الحضرية العمرانية والوظيفية التي نجم عنها كثافة مميزة لحركة المرور خلال شبكة النقل التي تباينت في نشأتها ودرجة استيعابها لمرور المركبات وانسيابية الحركة، لقد خضعت شبكة الطرق تلك إلى نمو متسارع كنتيجة حتمية لارتفاع الكثافة السكانية مما ينجم عنه استهلاك واندثار لبعض مفاصلها مما يتطلب الصيانة والمعالجة واستحداث وسائل علاجية لتخفيف وطأة المشاكل عند حدوثها.
يا معالي الأمين، إن تأهل هذا المدخل الشرقي تحديثه وتطويره وإنشاء الكباري والأنفاق وجسور المشاة فيه ابتداء من أكاديمية الأمير نايف ووصولاً إلى نقطة الالتقاء مع طريق الدمام السريع وفق أرقى أنواع التخطيط والتصميم، سينتج ربطاً شمولياً سلساً لمدخل الرياض الشرقي، وسوف يكون سنداً كبيراً يخفف عبء الحركة والمرور على مداخل الرياض الأخرى، علاوة على أنه سيكون وهجاً جميلاً يزين وجه الرياض التي تزدهي دائماً علماً وإنجازاً وبنية تحتية وحركة عمل دؤوب.