محمد عبد الرزاق القشعمي
زرت الأستاذ الشاعر عبدالرحمن بن عثمان بن محمد الملا بمنزله بمدينة الهفوف بالأحساء بتاريخ 12-7-1419هـ وعلى مدى ثلاث ساعات تحدث عن منطقة الأحساء تاريخاً وثقافة، وعن أسرته، وعن مسيرته العلمية والعملية، ومع ذلك لم يقل كل ما لديه. وبعد نحو الشهر زار مكتبة الملك فهد الوطنية فاستكملت معه ما بقي من حديثه.. وأذكر أنه قال: إنه وُلد بمحلة الرويضة من حي الكوت بمدينة الهفوف في شهر صفر من سنة 1359هـ الموافق مارس 1940م.
فقد بصره في الخامسة من عمره إثر إصابته بالرمد الصديدي، فلم يحد ذلك من إصراره على مواصلة التعليم وممارسة الكتابة ونظم الشعر.
ألحقه والده لحفظ القرآن بعدد من الكُتّاب كَكُتّاب الشيخ أحمد القرين والشيخ علي اليماني وغيرهما.
وحفظ القرآن على امرأة كفيفة كانت تتقن حفظ القرآن وتجويده، فأتم حفظ القرآن الكريم في السنة الثانية عشرة من عمره.
وأخذ مبادئ النحو والصرف والتجويد عن الشيخ عبدالمحسن الحوراني أحد خريجي الأزهر المستقدمين للتعليم بالمملكة.
وفي سنة 1374هـ / 1955م التحق بمعهد الأحساء العلمي القسم الثانوي، وحصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية سنة 1381هـ / 1961م، ثم واصل تعليمه الجامعي فحصل على شهادة الليسانس في اللغة العربية من كلية اللغة العربية بالرياض سنة 1385هـ / 1965م، فانتظم في سلك التدريس في العام التالي بوزارة المعارف.
وفي سنة 1396هـ / 1976م توجه للقاهرة للدراسة ضمن بعثة أوفدتها وزارة المعارف إلى هناك فحصل على دبلوم في التربية الخاصة.
أما علاقته بالأدب وبالثقافة بوجه عام فقد ذكر أنه شغف بمطالعة الكتب في مختلف العلوم والآداب، وتذوق الشعر وحفظه ونظمه منذ نعومة أظافره، فكان يمضي سحابة نهاره وشطراً من الليل في مطالعة كتب الأدب من نثر وشعر مع نخبة من طلبة العلم المهتمين بمتابعة الحركة الفكرية، وذلك في رباط الشيخ أبي بكر الملا، مما مكنه من المشاركة الفعالة في النادي الأدبي العلمي بالمعهد العلمي بالأحساء، نشرت بعض بواكير قصائده في المجلة التي أصدرها نادي المعهد بعنوان (هجر) وطبعة في بيروت سنة 1375هـ / 1965م.
ذكرُ وأشاد ببعض أساتذته بالمعهد والكلية، وعلى رأسهم مدير المعهد الأستاذ عبدالله بن خميس، والأساتذة: محمد طاهر، ومناع القطان، ومحمد البنه، ومحمد العبد، وعثمان بن سيار بمعهد الأحساء العلمي.
وبالكلية الأساتذة: علي الطنطاوي، وأنور العطار، ومصطفى الخن، وعمر الخطيب، وعبدالرحمن رأفت الباشا.
ومن أبرز تلامذته خلال حلقات التدريس التطوعية بالأحساء الشيخ محمد بن عبداللطيف الملا رئيس المحكمة المستعجلة بالمبرز، والشيخ أحمد بن عبداللطيف السالم.
- تقاعد مبكراً سنة 1414هـ بناء على طلبه. وتفرغ للتأليف والمشاركة في الحركة الثقافية.
- عضو بمجلس إدارة حركة الترجمة والتأليف والنشر بجامعة الملك فيصل.
- عضو المجلس الأعلى لمؤسسات رعاية وتأهيل المعاقين بالمنطقة الشرقية.
- عضو اللجنة العليا لتنظيم الدورة التاسعة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري.
- عضو في الجمعية التاريخية السعودية.
- عضو بجمعية التاريخ والآثار لدول مجلس التعاون الخليجي.
- عضو اللجنة الثقافية بدارة الملك عبدالعزيز.
- رئيس النادي الأدبي بالأحساء عند تأسيسه في 22-8-1428هـ حتى 1-5-1429هـ.
-إسهاماته في التأليف والنشر:
1 -كتاب في التاريخ من جزأين بعنوان: (تاريخ هجر).
2 -كتاب تاريخ الحركة الفكرية واتجاهاتها في شرق الجزيرة العربية وعمان.
3 -ديوان شعر بعنوان: (أغاريد من الخليج).
4 -تاريخ الإمارة العيونية في بلاد البحرين.
5 -حركة التأليف والنشر في الأحساء والمنطقة الشرقية.
6 -عدد من المسرحيات التاريخية والاجتماعية.
7 -مجموعة من الأناشيد والموضوعات الأدبية والاجتماعية.
- ترجم له في (معجم الكتاب والمؤلفين في المملكة العربية السعودية) الدائرة للإعلام، ط2.
- وترجم له في (معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين) ط1، مج3،
((شارك في عدد من الندوات والأمسيات الشعرية في المملكة العربية السعودية، وبعض دول الخليج العربي وجمهورية مصر العربية واختار له ثلاث قصائد: (مع الخالدين) و(زورق الأحلام) و(دعوة حب) نختار ختامها:
أنت في عصر تسامى للعلا فيه كل ربيب المعمل
ينفق العمر على أبحاثه لاختراع واكتشاف مقبل
زمن لا حَظّ فيه يرتجى لذوي الزيف وأهل الكسل
ويل قوم حرقوا أمجادهم وإباهم في أتون الجدل
ومضوا في التيه يبغون الهدى شيعا عن جهلها لا تسأل
تحسب الغيّ رشاداً وهدى بئس ما جاءت به من خطل
- وترجم له في (موسوعة تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية في مئة عام) ط2، مج5، 2003م.
- ترجم له في (دليل الأدباء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية) ط2 2013م، ذكر أن مؤلفاته: وجوه ومرايا (شعر) إضافة لما سبق ذكره..
((كرمته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في مهرجان الكتاب النادر، وصحيفة اليوم، ومهرجان هجر الأول، والجمعية السعودية للثقافة والفنون، وغيرها.. شارك في تأليف بعض الكتب (آثار المنطقة الشرقية) إصدار وكالة الآثار والمتاحف بوزارة التربية والتعليم..)).
- ترجم له في (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية) دارة الملك عبدالعزيز، ط1، ج3. 2013م، قال عنه الدكتور ظافر بن عبدالله الشهري: ((.. وهو شاعر رقيق يتميز شعره بالأصالة والقوة والجزالة، وهو من أنصار القصيدة العمودية، فلا يكاد يخرج من دواوينه عن هذا البناء، في قوة سبك، وفخامة عبارة، وجمال تصوير، ويلاحظ على قصائده طول النفس، فهو يعد من رواد المطولات في الشعر السعودي، وقد جعل ديوانه (وجوه ومرايا) قائماً على قصيدة واحدة زادت أبياتها على أربعمائة بيت على وزن وقافية واحدة، وشارك في كتابة المسرحية الشعرية، وهو أيضاً مؤرخ له دراسات في التاريخ القديم والحديث، وبخاصة تاريخ شرق الجزيرة العربية، والخليج العربي، وقد كتب عنه بعض الرسائل الأكاديمية والأبحاث العلمية، وله شعر طريف في الإخوانيات)).
وذكر من مؤلفاته (الخليج العربي وإستراتيجية الحياة الحضارية المبكرة)، من إصدارات نادي الأحساء ألأدبي 1431هـ / 2010م.