جرِّدْ بيانَكَ
يا غَضَبْ
لا تأتِ ذا نَفْعٍ
ولا تسمعْ
ذنَبْ
واكتبْ حروفَكَ
من عيونِ النُّكرِ
حمراءَ
ومن أوجِ
العَجَبْ
سترى من الدُّنيا
عجائبَ
لم تكن من قبلُ
جاءتْ دون
إذنٍ
لم تكنْ من قبلُ
في دنيا الضِّياء
لنا أرَبْ!!
مهما تكنْ
لا لن تكونَ
لذي الحجى
أو ما ترى
لحظَ الصَّوابِ
مع العدالةِ
مُكتئبْ؟
من وحْيِ
[ما نفَدَتْ]
ولو كلُّ البحارِ
لها مدادٌ
يا أخا الإبداعِ
نغِّم حرفَكَ
الممشوجَ وعياً
قاذفاتٍ من
لهَبْ
فلقد ترى من لهْثِ
من شاءوا هلاكَ الكلِّ
أتعاباً
فلا تيأسْ
ولا تتركْ
حياةَ السُّخفْ
تعثو دون ردْعٍ
من تعَبْ
أنَّى اتَّجَهتَ
لسوف تشهدُ
ما يُثيرُكَ
في الشوارعِ ما يُثيرُ
وفي المحافلِ ما يثيرُ
وفي الملاعبِ ما يثيرُ
ذوي النُّهى
أيضاً وفي [المولاتِ]
أيضاً في.. وفي..
أغرس رماحَكَ
يا غضبْ
لكن رجوتكَ
أنْ تكونَ من النُّضوجِ
لكلِّ ذي حرفٍ
نبيلٍ
إنْ تأثَّرَ
فالتهبْ
ما قيمةُ الإبداعِ
سلبيَّاً
بلا روحٍ
تزيحُ المولعينَ
كما تزيحُ المولعاتِ
بكلِّ مُغْرٍ
كم به الدُّونُ
اكتسب؟؟
جرِّد حروفكَ
يا غضبْ
كاثرَ الجهلُ فأضحى عالِماً
بالملاهي لا عقابِ الموبقاتِ
فغدا السّفحُ ذرى فانحدرتْ
من دنى الأوجِ دنايا مِن هواةِ
حاولوا إيقافَها فاتَّسَعتْ
بمُداراتٍ ومن عَجزِ العُظاةِ
يبذلُ العدلُ قُوَاهُ إنِّما
ليس للخيرِ بلَاهٍ من سمَاةِ
قيل: عذرُ القَبْضَةِ المُثلى بأنْ
نُقِدتْ بالضُّوءِ مِنْ كلِّ الجهاتِ
قلتُ للنُّورِ اعتزازٌ قامعٌ
ما تسامى حاملوهُ بالثَّباتِ
وعلى الأخيارِ أنْ يسْتشعِروا
لذَّةَ العزِّ وما بعدَ المَمَاتِ
كيف يحيا من غدتْ أحوالُهُ
لصدى كأسٍ و[باراتٍ] وقاتِ؟
** **
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور
1440/6/11هـ
dammasmm@gmail.com