.. خذوا هذه كـ«ترويقة» يا أحباب ونحن في احتفاليات تتكرر - والحمد لله - كل عام (ولا غرو.. فنحن أمّة اقرأ):
بالأمس هاتفني أحد الأصحاب من خارج الرياض، وقبل أن.. قال: المشغول لا يُشغل.
قلت: ماذا تقصد؟
قال: أنتم مشغولون بـ(معرض الكتاب) و..
فما أحببت أن أخيّب فراسته فيّ..
ولا أقطع رجاء ما أمَّله بصاحبكم؛ بخاصة وأنا المحسوب من خدينها (أهلها).
انتهى الاتصال، ولكن لم ينتهِ ما أودّ قوله ها هنا:
إذ أُسأل أحايين:
لِمَ لَم تحضر معرض الكتاب؟!
والحقيقة، إن تعليلي طويل، عساي أُوجزه بهذه الأسطر:
.. طبعًا لن (أتمغرر) بأن عندي من الحصيلة و..
وكذلك لن أدعي (كلابس ثوبَي زور) أن عندي من الكُتب التي بعد لم أتمم قراءتها
و...
لكني أوجز لنفسي ولكل من يظن أن معارض الكتاب مهرجان.. و..
أن «الكتاب» إذا لم تبتضعه عن قناعة ومن ثم تقرؤه، وإلا فابحث لأروقة حيطانك وزينة بيتك عن الورود وبعض المناظر الطبيعية.. أفضل من التمسّح بالكتب (فيظن زوّار دارك أنك من أهلها).
فالبعض - وللأسف - يكتفي بشراء الطعام فيتذوق منه، ولا يتممه.. كي تأخذ نفسه نهمها منه؛ وبالتالي جسده من غذائه.
(ذاك الطعام)..
وكذلك الكتاب، يتحمّس له، وربما بين يدي البائع يتصفحه، وقد لا أبالغ إن قلت (هذا آخر العهد به)!
بل الغالب يذهب لتلك الاحتفائية بالكتاب وليس في خلده قائمة مواضيع معينة شغوف أن يجد حولها طروحًا مستجدّة!
بل يذهب (على وجهه) ولن أقول هائمًا عليه.. إنما كـ(نهم) نفسي صِرف..
ولا أفتري إن أفتيت عنه أن يقول في معرض بحثٍ بالأمر:
ذهبت، ولكن ليس من جديد..
لأنه بالأصل غدا إلى هناك بلا ترتيب؛ وبالتالي راح منه بخفَّي لا أقول حُنين.. إنما ملالة من لا يلوي على ما يروم..
فهو بالأصل قد لا يدري عما يبحث عنه! فـ(إن وجد ما يلفت انتباهه..) فالحمد لله، وإلا فقد شارك الجميع.. وزاد من انشراح المجتمع على الزهو بكثرة المتوافدين إلى ذاك مقام، السادرين خلف أم المعارف (الكتاب)، المتعطشين لكل مختزن في كنانه
.. يا أحباب..
الكُتب ليست للتزيي بها، وليست للزينة..
أقصد منظرًا بديعًا.. يعلَّق على حيطان المنازل، ولا...
وعلى من يصنع هذا وإن لم يبده فإنه يُخاف عليه أن يُدخل بجراب من (يتزيّى بالهوى)، وهو غير حامله..
فـ(ما لم تبحث بنفسك عما تروم) منها، وتتعمق من بعد بما بين دفّتيها فلن تبلغ..
واعلم أن كل ما يقدم إليك لا يعدو (مشهيات)، والغذاء هناك/ بطونها، وأخصّ منها أمهات الكُتب.
هذه اللافتة (النصح) إذا سلّمنا بما قيل (النبوغ 99 % جُهدًا، و1 % فقط موهبة).
** **
- عبدالمحسن بن علي المطلق