فهد بن جليد
شخصياً -أجد نفسي- من أسعد الناس وأنا أتابع حزمة المشروعات الكبرى التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، والتي هندسها للمستقبل وصنعها بكل نجاح وحكمة سمو ولي العهد -حفظه الله- ليس لأنني من أبناء الرياض المنحازين لها كونها المدينة التي ولدت وعشت وتعلمت وعملت فيها، ولا لكوني مواطناً سعودياً فخوراً بتلك المشروعات العملاقة التي تجعل من عاصمة بلادي مدينة نموذجية أكثر تفوقاً وجذباً وتلبية لمتطلبات العيش السعيد لسكانها وزائريها، وهو النموذج الذي وعد سمو ولي العهد بتطبيقه على باقي المدن السعودية بعد تقييم هذه التجربة، ما جعلني أكثر سعادة من الآخرين، وأنا أتابع شرح سيدي سمو ولي العهد -حفظه الله- عن الرياض ذات المناطق الخضراء، والحدائق الغنَّاء، والبحيرات الدائمة، ومراكز الفن والإبداع، والملاعب الرياضية ومسارات المشاة والدراجات.. وغيرها من الخيارات، هو أنني سبق أن تناولت الثقافة الأسمنتية التي تحيط بنا من كل جانب في أكثر من مقال، ففي 23 أكتوبر 2016م، اقترحت أن يشارك الفنانون السعوديون في تلوين الرياض والجسور لنشر الثقافة والإبداع، وتحسين منظر العين والراحة النفسية في مقال بعنوان «شوارع الرياض والاستفزاز الأسمنتي»، ودعوت للعودة للتشجير والمسطحات الخضراء.
بعد ذلك بعام في 4 أكتوبر 2017م، كتبت مقالاً بعنوان «تشجير الشوارع والميادين برعاية البنوك والشركات» مُحذراً من الطاقة السلبية التي يشعر بها السكان بسبب اختفاء الأشجار والمناظر الجمالية، مطالباً بخطوة جادة وشاملة لمعالجة الأمر، ومقترحاً على البنوك رعاية المشروع كخطوة تسويقية ذكية تقربهم من الجمهور -وما زالت الفكرة برأيي مطروحة لتبني مثل هذه المشاريع النوعية-، والحمد لله أنَّنا شهدنا -أمس الأول- خطوات أكبر، وأعظم، وبكل تأكيد أهم وأجمل وأكمل ممَّا تمنيت واقترحت وتخيَّلت كمواطن، بفضل قيادتنا الحكيمة الحريصة على راحة وسعادة الجميع.
بلادنا تحتل منذ عدة سنوات المرتبة الثانية «عربياً» في سلم السعادة، وإذا ما نظرنا إلى حجم مساحة المملكة وتضاريسها، وعدد سكانها، والظروف المناخية المتنوعة لأماكن العيش فيها، فإنَّ ذلك يعطي مكانة وأسبقية لجعل سعادتنا أكبر من هذه «المرتبة» على السلم العالمي في السنوات المقبلة، مع التزام رؤية المملكة بتطبيق أحد أهم برامجها «جودة الحياة»، البرنامج الذي سيجعل كل ما نتمناه ونتخيله ونحلم به حقيقة ملموسة ومعاشة، ولا أدل على ذلك من «نصوص» ما كتبت وتمنيت سابقاً، و»حقيقة» ما رأيتُه وأخبرتكم عنه في مشاريع الرياض الكبرى.
وعلى دروب الخير نلتقي.