«الجزيرة» - علي بلال:
انطلقت أمس أعمال المؤتمر العلمي الدولي السادس الذي تنظّمه وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، برعاية فخامة رئيس جمهورية موريتانيا السيد محمد ولد عبد العزيز، وحضور وتشريف الوزير الأول الموريتاني السيد محمد سالم ولد البشير، تحت عنوان «الأمة الإسلامية في مواجهة تيارات التطرف وخطاب الكراهية «، بمشاركة المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومفتين وعلماء ووزراء وباحثين وسفراء من مختلف الدول العربية والإسلامية، وذلك بقصر المؤتمرات في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
وأكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك وسمو ولي عهده الأمين تلاحق الإرهاب والتطرف حتى يختفي تماماً من وجه الأرض، مشيراً إلى أن تفشي ظاهرة التطرف والإرهاب بات قضية دولية مطروحة على طاولة البحث والنقاش والتشريع في الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية وفي الأمم المتحدة وعلى صعيد المجتمع الدولي كله, فلم يعد كافياً وجود قرارات تعالج بعض مظاهر التطرف والإرهاب فقط، أو التضليل على المجتمع الدولي في المؤتمرات والندوات بحصر التطرف والإرهاب في ديانة محددة أو قوم بأعيانهم، إنما الحاجة أصبحت ملحة وماسة وضرورية إلى وجود أبحاث علمية ونظرية تُعرف وتُحرّر مصطلح التطرف والإرهاب وخطاب الكراهية وتعالج هذه الظاهرة الخطيرة بأبعادها ودلالاتها المختلفة من خلال خطط بعيدة المدى.
وقال معاليه في الكلمة الافتتاحية لأعمال المؤتمر ألقاها نيابة عنه وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للشؤون الإسلامية الدكتور عبدالله بن محمد الصامل: إنه لا يخفى على الجميع ما وقع مؤخراً من جريمة بشعة هزت مشاعر المسلمين والبشرية جميعاً باستهداف المصلين في مسجدين بنيوزلندا راح ضحيتها أكثر من خمسين نحتسبهم عند الله تعالى من الشهداء, وقد استنكر المجتمع الدولي والعالم هذا العمل الخبيث والغادر والجبان, مستشهداً بحديث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي أكد أنه عمل إرهابي وأن المسؤولية على المجتمع الدولي في مواجهة خطابات الكراهية والإرهاب التي لا تقرها الأديان ولا قيم التعايش بين الشعوب.
وقال آل الشيخ لقد سعت المملكة خلال العقدين الماضيين في العمل الجاد والبناء المثمر مع المجتمع الدولي من خلال منظمة الأمم المتحدة في محاربة هذه الظاهرة الخطيرة على السلم والمجتمع الدولي، ففي عام 2017 أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله تعالى- إطلاق المركز العالمي لمكافحة الإرهاب (اعتدال)، والذي يهدف إلى نشر مبادئ الوسطية والاعتدال، وقال -حفظه الله تعالى-: إن الإسلام دين الرحمة والسماحة والتعايش، حيث قدّم الإسلام في عصوره الزاهية أروع الأمثلة في التعايش والوئام، لكننا اليوم نرى بعض المنتسبين للإسلام يسعى لتقديم صورة مشوّهة لديننا تريد أن تربط هذا الدين العظيم بالعنف، وكان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد -حفظه الله تعالى-، دور كبير وجبار في محاربة التطرف والإرهاب وبادر -حفظه الله- بإنشاء تحالف إسلامي كبير لمحاربة الإرهاب والتطرف مقره السعودية، وأكّد على ملاحقة الإرهاب والتطرف حتى يختفي تماماً من وجه الأرض، وقال في كلمته في افتتاح الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب: إنه ليس أكبر خطر حققه الإرهاب والتطرف قتل الأبرياء أو نشر الكراهية، أكبر خطر عمله الإرهاب هو تشويه سمعة ديننا الحنيف وتشويه عقيدتنا.
من جانبه أكد الوزير الأول المهندس محمد سالم ولد البشير أن حكومة موريتانيا تسعى جاهدة لنشر ثقافة السلم والتعايش في موريتانيا وعبر العالم من خلال تسيير بعثات دعوية كل عام.
وقال وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الموريتاني أحمد ولد أهل داود إن هذا المؤتمر يأتي في إطار مؤتمرات تقوم بها الوزارة سنويا وهدفها الأساسي هو وحدة الأمة الإسلامية بخطاب وحدوي معتدل.
وأكد الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية أن الأمة اليوم بحاجة إلى مزيد من ثقافة السلم والتعايش السلمي في مجتمع دولي يختلف تماماً عن «دار الإيمان والكفر».