د. فهد صالح عبدالله السلطان
المتتبع لتطور الحضارة البشرية بوجه عام والاقتصادية على وجه الخصوص يلاحظ أن العالم انتقل من العصر الزراعي إلى العصر الصناعي ثم التقني فعصر المعلومات فعصر العولمة ثم عصر الاقتصاد المعرفي وأخيرا عصر الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence.. والأخير هو الأقوى والأخطر من كل التطورات التاريخية السابقة!!
تؤكد الدلائل الإحصائية أن أكبر وأكثر الأعمال التجارية تطورا في العشر سنوات الماضية كانت من نصيب الأعمال الإبداعية والمبادرات الخلاقة. مايكرو سوفت، قوقل، أبل، سامسونق جلاكسي، ليست إلا أمثلة قليلة من أنشطة نشأت من مبادرين محدودي الإمكانات المادية ولكنهم أغنياء الفكر والإبداع. من لم يقرأ أبعاد الذكاء الاصطناعي فسوف يكون مصيره مصير شركات كوداك ونوكيا وغيرها.
الاقتصاد الإبداعي هو الذي مكن ستة هنود من قيادة أقوى شركات التقنية الأمريكية في العالم. فمن بانقا رئيسا تنفيذيا لماستر كارد، مرورا بكريشى امارثي رئيسا تنفيذيا لببسي وناراين بقيادة ادوب سيستم و د سوزا بقيادة كوقنازانت إلى ناديللا كرئيس تنفيذي لمايكروسوفت وأخيرا بتشي الذي تم تعيينه رئيسا تنفيذيا لقوقل.
هذه بيئة العمل الخلاقة التي تستوعب المبدعين وتنتج الإبداع وتخلق الفرص.
في الفترة القادمة ستختفي أعمال كثيرة قد تصل إلى 70% مماهو متاح حاليا ولكن ستتولد أعمال أكثر ربما تصل إلى 30% مماهو متوفر حاليا.. يقع معظم الوظائف الجديدة تحت مضلة الاقتصاد الخلاق اقتصاد الفكر والإبداع بينما تتلاشى كثيرا من الوظائف المعتمدة على الأداء التقليدي للأعمال..
أقترح أن يتم إدراج مادة أساسية في معظم إن لم يكن كل التخصصات الجامعية تحت «مسمى الذكاء الاصطناعي ( AI). وأن يتم توعية شبابنا عن مخاطر وفرص المستقبل الذي يعتمد على مفهوم ذكاء الأعمال (Business Intelligence BI ) وتوعية أبنائنا في المرحلة الثانوية حول أبعاد وتحديات وفرص هذا المستقبل.
وطالما أننا على مقربة من الاحتفال بتخريج مجموعة من طلبة الثانوية العامة فلعلني هنا أذكر الآباء الأفاضل بالتنبه لمستقبل أبنائهم وإرشادهم لقراءة المستقبل قراءة موضوعية والتركيز على مسارات الإبداع والفكر وكل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وذكاء الأعمال. الشيء الواضح أن المستقبل الاقتصادي سيكون من نصيب الأعمال الفكرية الإبداعية.
والله الهادي إلى سواء السبيل،،،،