رمضان جريدي العنزي
يحاول الأعداء بكل ما استطاعوا من قوة أن يجعلوا من المجتمع السعودي كله سلبياً ونمطياً، عبر استخدامهم الكثيف لوسائل الإعلام المختلفة، يرسمونه بأنه يعيش الجهل والهامش، وعنده هشاشة وضعف وسطحية، ثقافته متعطّلة، ركيك في بنيته، ومفكك في تشكيلاته الاجتماعية، فاقد للهمة، ما عنده وعي، طموحه قاصر، سلوكه غير قويم، ولا يسير في المسار الطبيعي للحضارة الإنسانية. إن الأعداء بكل أصنافهم وتنوّعاتهم وأهدافهم وأغراضهم، لا يريدون للمجتمع السعودي الخير، بقدر ما يريدون له الشر، لقد رسموا المجتمع السعودي وفق صور سيئة مخالفة للواقع، تدميراً لهويته الوطنية، وهدماً لأرثه النبيل، هدفهم اغتيال المنظومة القيمة المتكاملة للمجتمع السعودي وتدميرها باعتبارها جزءاً أساسياً من عملية التميز. إن المثير للدهشة هي الوتيرة المتسارعة التي ينهجها هؤلاء الأعداء والمأجورون وأصحاب الأهداف والمبتغى، في تشويه المجتمع وتخريبه وممارسة الدعاية البشعة عليه، الخطورة في هذا الشأن هو مساعدة الأعداء بقصد أو من غير قصد، بنية صالحة أو بنية فاسدة، في نشر وإعادة ما يقولونه ويبثونه من بهت ونكات وتقارير ورسوم كاريكاتورية وسخرية وتهكم، هذا هو الدرك الأسفل، والممارسة التي لا تليق، و(الهجولة) و(الطيران مع العجة) و(مع الخيل يا شقرا). إن اختراق المجتمع السعودي واستهداف قيمه عقيدته تقاليده وأخلاقه هو الهدف الأول والأخير لهؤلاء والذين يعلمون بأنه القوة البائنة، والعلامة الفارقة لهذا المجتمع، التي لطالما كانت ركناً أساسياً من أركان قوته وتصديه للهجمات التي تستهدفه طوال عقود طويلة من الزمن. إن أول أهدافهم هي زعزعة ثقة المجتمع بنفسه، وبأنه مجتمع عاجز ومفكك ولا يملك الأطر الصحيحة في التفكير والعمل والتطلع والطموح، ولا توجد لديه إستراتيجية لترتيب علاقاته، وبأن فكره مجرد فكر سطحي من القرون الوسطى، يريدون أن يسلخوا المجتمع السعودي عن دولته ومواطنته وولائه لأولياء أمره واتحاده معهم بقوة ويقين وثبات، عبر بث ونشر الكذب والبهت والافتراء. إن الإعلام المعادي آفة خطيرة يريد القائمون عليه وأد هذا المجتمع وتفكيكه وتشريده وقتل أحلامه، ينبغي حد الوجوب التصدي لهذا الإعلام الخبيث من كل فئات المجتمع وتياراته، إيضاحاً وتبياناً ومنافحة. لقد حان العمل من أجل هذا الشأن، والاستيقاظ من السبات الطويل، والغفوة العميقة، لقد تجاوزوا على المجتمع السعودي كثيراً وأساوا له وكذبوا عليه وقالوا فيه الذي لا يُقال والذي ليس فيه ومارسوا عليه الإرهاب الفكري والمعنوي، وسردوا عليه اللغو المبين، بمقولاتهم وأطروحاتهم ونكاتهم السمجة. إن على المجتمع السعودي الراقي النبيل مقابل ذلك إعادة تنظيم نفسه، ورص صفه، للطم هؤلاء وصفعهم بالحقيقة والحال والواقع، والحفاظ على تماسك بعضه البعض رغم كل محاولات شقه، بل عليه مواجهة النار بالنار، والسهام بالسهام، والنبال بالنبال. إن المجتمع الواعي الحي هو الذي لا يستكين للأعداء، ولا يسترخي لهم، أو يسمع لأقوالهم وتصريحاتهم الصفراء، ولا يصدق مقولاتهم، والذين يريدون بموجبها ضرب المجتمع السعودي من الأمام ومن الخلف ومن الفوق ومن التحت. إن الحفاظ على المكتسبات والمنجزات يحتاج لدفاع فكري مستميت تماماً كالدفاع العسكري. إن تكاتف المجتمع ورص صفه والرقي بفكره وفهمه ووعيه، يعد مطلباً وطنياً عاجلاً من أجل التصدي لقوى البغض، وتيارات الشر، والذين باعوا أنفسهم الضالة والمظلمة من أجل حفنة من اليورو والدولار، وبدعم من أجهزة الاستخبارات العدائية. إن المجتمع السعودي الواعي سوف يحبط مؤامرة الأعداء الرامية لبث الفرقة والتناحر والشتات، وسيحافظ ببصيرته الثاقبة على وحدته وهيبته ومقامه، وسيلقم الأعداء الحجر تلو الحجر، حتى يولوا مدبرين بخسران مبين.