أ.د.عثمان بن صالح العامر
هذا السؤال المألوف الذي ستسمعه من غالبية من تقابل في ردهات معرض الكتاب، حتى ولو كنت أنت وهو على طرفي نقيض في الاهتمامات والتخصصات بل ربما في مستويات الإدراك والفهم والعمر، ولذلك أنصحك أن تكون إجاباتك ضبابية وبلغة العموم (أبداً روايات، كتب فلسفية، دينية، تاريخية، تراثية، فكرية... وهكذا) خاصة مع صغار السن، أو من تعرف أنهم في أولى خطواتهم مع الكتاب وأنت قطعت أشواطاً طويلة في القراءة والاطلاع، لأنك باختصار قد تضره من حيث أردت نفعه؛ فليس كل كتاب يصلح للجميع، وأنا شخصياً أعتقد أن لك عمر اهتمامات خاصة ومطالعات معينة، كما أن هناك فرقا بين من يجد أنسه ولذته في العيش مع هذا العالم الفسيح الرائع وبين من يمل حين القراءة وربما أصابه النعاس عندما يفتح الكتاب، فالأول يقرأ الأمهات والكتب العميقة التي تحتاج إلى حضور ذهني وتركيز شديد أما الثاني فينصح بالأشياء الخفيفة أو ذات البعد الإبداعي خاصة الروايات.
أعجبني حقيقة ولفت انتباهي في المعرض أن هناك من أصحاب دور النشر والمكتبات وكذا الباعة من يجيد فن الاختيار لمن يستشيره بعد أن يسأله عن اهتماماته وقراءاته السابقة وتخصصه الدراسي، فهو ليس مجرد بائع بل مثقف بامتياز لديه إلمام تام بكل ما هو معروض في جناحه، ولذا يعطيك نبذة موجزة عن الكتاب أياَ كان.
معرض الكتاب فرصة لرؤية أصدقاء وزملاء مضت سنوات عدة لم ترهم خاصة من المثقفين والكتاب الذين أصبحوا مجرد ذكرى جميلة بعد أن كانوا ملء السمع والبصر يوماً ما، ولكنها سنة الله في الحياة، ولقد تشرفت الأيام الماضية بمقابلة عدد منهم فكان منا تقليب صفحات التاريخ على عجل.
المعرض يعطيك مؤشر التغير في الاهتمامات لدى القارئ السعودي إذ إن هناك دورا ومكتبات كانت هي الحاضرة بقوة قبل عشر سنوات أو يزيد فمطبوعاتها مطلوبة بشكل غير طبيعي واليوم تمر عليها ولا تجد من يقف ليسأل مجرد سؤال عن جديدها، وهذا انعكاس للتغير الثقافي الذي لم يكن بمقدور هذه الدار مواكبته، في المقابل تقرأ أسماء دور جديدة لا يتجاوز عمرها خمس سنوات يقف عليها الشباب طابوراً متراص اللبنات ليحصلوا على نسخة من كتاب لمغرد له شعبيته وجماهيره خاصة إذا كان المطبوع رواية.
شكراً لوزارة الإعلام على حسن التنظيم لمعرض الرياض الدولي للكتاب، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.