فيصل خالد الخديدي
كتب الفنان محمد الخبتي في حسابه بتويتر (لوحة الدكتور عبدالحليم رضوي تحتضر يجب إنقاذها) ونشر مقطع فيديو مصاحب تحدث فيه عن أحد أعمال الفنان عبدالحليم رضوي الموجودة على الحائط الخارجي لأحد مساجد البلد بجدة, وقد سقطت إحدى قطع العمل الأربع، وبمجمل العمل كان في حالة غيرة جيدة لوجوده في مكان مفتوح جعله عرضة للرطوبة والشمس، ومع ذلك فهو يعتبر إرثا ثقافيا فنيا يستحق الرعاية والصيانة والاهتمام به، بعكس واقعه الذي هو عليه الآن، وفي حادثة أخرى أزالت أمانة إحدى المدن جدارية للفنانين كانت على أحد جسور المنطقة بهدمها مع الجدار دون الرجوع للفنانين, وهذا مايجعل الحيرة تكبر والسؤال يتعاظم عن مصير الأعمال التشكيلية ذات القيمة الفنية والتاريخية في الساحة التشكيلية المحلية وماهو مصيرها وإلى أين سيؤول حالها وما الذي ينتظرها مع قادم الأيام؟ أسئلة كثيرة مؤلمة عن واقع ومستقبل الأعمال التشكيلية في ظل غياب حقيقي لمفهوم حقوق الفنان الأدبية والفكرية، وغياب التقدير الحق للفن والفنانين واهتمام صادق لمنجزاتهم وإيمان برسالتهم، فالأمر أعظم من سقوط عمل تشكيلي من جدار الإهمال وعدم المحافظة عليه في مكان يستحق أن يكون عليه من الجهة المقتنية أو من الجهة الناشرة له, فالأعمال الفنية قيمة تاريخية وفنية تستحق المحافظة وتعهدها بالرعاية دون الإخلال بقيمتها الفنية.
ولعل مثل هذه الحوادث تعيد طبيعة العلاقة بين الفنان والمقتني والمؤسسات الحكومية للمربع الأول من قضية حقوق الفنانين وأماكن عرض أعمالهم وطرق المحافظة عليها وأن يكون ذلك ضمن عقود الاقتناء وإصدار شهادة تفصيلية للعمل الفني والقضاء على العشوائية التي يمارسها الفنان في التعاطي مع أعماله وعدم تقديره لها كقيمة فنية تاريخية ومن جهة أخرى تعامل الجهات المقتنية مع العمل الفني على أنه سلعة تستهلك كغيرها ولاتحمل أي قيمة تاريخية ولا ثقافية, إن الحاجة الآن ملحة للحفاظ على سيرة الأعمال الفنية المحلية وتوثيقها في سجلات إلكترونية وشهادات تحفظ حقوق وتاريخ الأعمال الفنية والحاجة أكبر لوجود تنظيم من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة التي لديها أعمال فنية تضمن الحفاظ عليها وتوثيقها كجزء من حضارة البلد يستحق أن يحترم قبل أن يحتضر.