خالد الربيعان
أنا مع النظرية التي تقول إن أي حدث مهم، تاريخي، قياسي، نجاح، وصول، ينتج عن تلاقٍ وتماس أكثر من عنصر في «لحظة».. تلك اللحظة السحرية، التي فيها يجتمع الوقت المناسب، والمكان المناسب، والظروف المناسبة، والأشخاص المناسبون، ثم بعض الحظ، وأخيرًا التوفيق.. ثم.. مبروك.. يمكنك الآن أن تحتفل!
قصة نادي الأمل سابقًا «البكيرية» الآن، نموذج لهذه «اللحظة السحرية»!، وحالة من حالات «النجاح الرياضي»، لا تستهين أبدًا يا عزيزي بعنوان يقول «لأول مرة في تاريخه: البكيرية في دوري الدرجة الأولى».. فخلف هذا العنوان: عمل جبار، شاق، خلال عام كامل.. تحديدًا عام + يوم..ولهذا قصة!
قبل بداية هذا الموسم بنحو سنة وخمسة أشهر: اجتمع ثلاثة أشخاص في رسم خطة المستقبل للنادي من جميع الجوانب إدارية ومالية وتسويقية وأصبح خلفهم قادة وداعمون رائعون عملوا حتى وصلوا إلى الجزء الأول وهو الصعود لدوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى.
وهو ما نقوله في أكثر من مناسبة وأكثر من مقال، الإدارة + الدعم + التسويق، ثلاثي ينتج عنه نجاح لا شك.. والأهم من كل ذلك تضافر جميع العناصر الأخرى ووضعها في مكانها، كل رجل في مكانه الصحيح، كل عضو شرف يؤدي دوره بلا نقصان، كل لاعب على أرض الملعب، كل صفقة في محلها ويحتاجها النادي، المدرب، الطاقم المعاون، الطاقم الطبي، العمال والموظفون.. جماهير النادي من المحافظة.
منظومة كاملة، ربطها فكر سليم وعزيمة وتصميم على التغيير وشوق إلى الإنجاز والنجاح، بدأ بتغيير هوية النادي كاملة وأيضًا الاسم تغير إلى البكيرية، اسم المحافظة التي يمثلها النادي، ثم الشعار ليكون أكثر ملاءمة لواقع عصر الاحتراف تسويقيًا، وسهولة تداوله رقميًا، خطوة فعلتها الأندية الكبرى في السنوات الأخيرة منها ليفربول ومانشستر سيتي وأخيرًا يوفنتوس..
أيام جميلة شهدت تغيير الهوية والاسم والشعار ودعم جبار، واستقدام لاعبين «بعين ثاقبة» كان آخرهم هداف النادي وقائد هجومه من مواليد المملكة، سنة تاريخية للنادي، شهدت صعوده من دوري المناطق لدوري الدرجة الثانية -لأول مرة في تاريخه-، إضافة لمفاجآت حملتها عناوين الصحافة الرياضية مثل «البكيرية يفجر مفاجأة بإقصائه القادسية من كأس الملك».. ثم قبل أيام الصعود لدوري الدرجة الأولى -لأول مرة في تاريخه أيضًا.. وقبل انتهاء الموسم رسميًا.
سنة استثنائية حقق فيها النادي ما لم يحققه منذ تأسيسه في 1382 هـ، وافتتاحه «الملكي» على يد خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله في 1408 هـ في زيارته لمدينة القصيم، وهي زيارة تاريخية باركت النادي وجعلته المنشأة الأكبر في القصيم.. التي تتميز بزراعتها ومعالمها السياحية.. ويمكن أن نقول الآن بثقة: ورياضتها.
الملكي يا سادة!
نادي البكيرية النادي الملكي هو النادي السعودي الوحيد هذا الموسم الذي لم يخسر.. لعب 19 فاز في 12 وتعادل في 7، الأكثر فوزًا والأقوى هجومًا ودفاعًا، خسرت جميع أندية المحترفين، ودوري الدرجة الأولى، والثانية، أما البكيرية فلا! سطور مهداه لنجوم الفريق كي يحافظوا على هذا الإنجاز القياسي.. الجولات الثلاث المقبلة.