علي الصحن
ليس هناك أغرب من احتجاجات الأهلاويين بعد الخسارة من الهلال في مباراتهما الأخيرة، فهم يقولون إن هدف اللقاء الوحيد سجل من تسلل واضح، لكن اللقطات كشفت أن سوريانو كان في موقف سليم، وجميع المحللين (الفاهمين) يؤكدون صحة الهدف، ثم يقولون إن لفريقهم ضربة جزاء مستشهدين ببعض الآراء، ثم يتجاهلون نفس الرأي عندما يقول إن للهلال أيضاً ضربة جزاء لم تحتسب!!
شخصياً أرى أن معظم قرارات الحكم صحيحة، ولم يكن لصافرته أي تأثير على النتيجة، ولا توجد أي ضربة جزاء لم تحتسب، والمأخذ الوحيد عليه احتساب ضربة جزاء للأهلي بحجة أن الكرة لامست يد البريك، رغم وضوح الرؤية له، ووقوفه في زاوية مناسبة، لكن الـVAR صحح الخطأ، وهنا أتمنى من الأهلاويين أن يتفرغوا لفريقهم، وأن يتركوا عنهم بعض الآراء المتشنجة التي هاجمت الحكم وقللت من أحقية الهلال بالفوز، واستعرضت صوراً (مضحكة) لإثبات صحة رأيها، خاصة أن تلك الأصوات لم تستطع خدمة فريقها، ولم تنجح يوما ما في هز صورة الفريق الأزرق، الذي يزداد قوة كلما زاد ضجيجهم الذي ملأ الأرض والفضاء.
* * * *
• مجاملة بعض اللاعبين لن تكون في صالح فرقهم ولا في صالحهم، عندما يتراجع مستوى اللاعب، أو يكون عطاؤه (حركة بلا بركة) ومجهود بدون أي فائدة، فإن من الأفضل أن يكون خارج منظومة الفريق، لكن رؤية بعض المدربين وقناعاتهم غريبة، بعض اللاعبين يلعب عشر مباريات متتالية ولا يقدم أي شيء، ويغضب عندما ينتقده أحد، بل وقد يرى أنه فوق النقد ويطلب من الآخرين الصمت.
مستوى اللاعب لا يرفعه هاشتاق ولا تخفضه تغريده، كما يظن بعض اللاعبين ومن يدافع عنهم، والميدان هو الفيصل، والمردود الفني الإيجابي هو من يغير القناعات، ويحول النقد إلى إشادة في النهاية.
* * * *
• اللاعب المحترف جاء ليعلب كرة القدم، والناس تريد أن تشاهده داخل الملعب، ولا يعنيها ما يحدث خارجه، بعض اللاعبين لا يلتزم بذلك، وبعض الإداريين والمعجبين لا يهتم به فيخرج اللاعب عن أجواء الملعب، إلى أجواء السناب والحكايات اليومية بشكل مبالغ فيه، فينخفض مستواه، ويتضح من عطائه أن ذهنه مشغول بأشياء أخرى مطلوبة منه أصلاً..
هناك أمور وأشياء لها علاقة بالنادي وجماهيره يجب ألا ينشغل اللاعب بها، وألا يتم الزج به في تفاصيلها بشكل مبالغ فيه، والأصل أن تقوم بها الإدارة المعنية، مثل إدارة الكرة وإدارة العلاقات العامة أو المسؤولية الاجتماعية، ويتدخل اللاعب فيها في الوقت المناسب، بالشكل الذي يعزز علاقة اللاعب وناديه بالمدرج، ولا يكون له تأثيره السلبي على عطائه وفريقه.
* * * *
• كان الهلال يحتاج لمحور دفاعي في النصف الأول من الموسم، وتحدث الجميع عن ذلك، وبالفعل نجحت الإدارة بالتعاقد مع الأسترالي ديجينك الذي ملأ المركز باقتدار، وأسهم بخبرته وعطائه في وضع ساتر قوي أمام الدفاع الهلالي، والرفع من مستوى قلوب الدفاع وتركيزهم داخل الملعب.
يعاني الهلال حالياً من ضعف التعامل مع الكرات العرضية، على مستوى المدافعين والحراس، وهذه الكرات تهدد مرمى الفريق بشكل واضح، وهو أمر يجب أن يتنبه له زوران، فقد دخل الفريق مرحلة لا يمكن التعويض بعدها، والخطأ الواحد عن عشرة فيها.
* * * *
• تقنية الـVAR كشفت الكثير من زيف الادعاءات القديمة، وما كانوا يتذرعون به، ويرددونه لسنوات طوال، كانوا يقولون إن الهلال هو المستفيد من التحكيم رغم أن كثيراً من الوقائع تكشف خلاف ذلك، وعندما جاءت التقنية كشفت كل شيء، وأكدت أن القوي قوي، وأن الأعذار ستعود إلى أهلها.
وكما هو شأن مطالبهم بالحكم الأجنبي في السابق، ثم مقولة إن الهلال لا يفوز إلا بهم، بدأوا يتحدثون عن الـVAR وأن الهلال هو المستفيد الوحيد منه، رغم أن الوقائع القريبة تقول غير ذلك.. الحقيقة أن ما يبحثون عنه هو ضرر الهلال وإيقاف تفوقه المطلق، وهو ما عجزوا عنه طوال السنوات السابقة.