خالد بن حمد المالك
ما كنا نتوقَّع، أو يخطر على البال، أن تتوالى المشروعات بهذا التنوّع، وبهذه الإضافات، وأن تأتي أفكارها لتلامس عقول كل شرائح المجتمع، وأن تجمع بين الأصالة والمعاصرة، غير أن ما وعد به الأمير محمد بن سلمان ها هو يتحقق، بمباركة من ملك التغيير والتحسين في جودة الحياة خادم الحرمين الشريفين.
* *
المشروعات التي أفصح عن إقامتها بالرياض ليست محصورة في قيمتها المالية، مع أن المبلغ المخصص لها كاد أن يلامس الـ 100 مليار، وإنما القيمة الحقيقية لها في كونها تتجه نحو عقول الناس، وإلى اهتماماتهم، لتترجم حقهم في الخروج من التقليدية إلى مخاطبة وجدان عقل كل مواطن، ملبية تطلعاته وطموحاته.
* *
فمن مشروع الألف معْلَم فني سوف تحتضنه (الرياض آرت) ويشارك فيه بإبداعاتهم أعداد من الفنانين المحليين والعالميين، إلى مسارات على امتداد 135 كيلومتراً ستكون للمشاة والدراجات والخيول، ضمن تحويل الرياض إلى مساحات خضراء مفتوحة عبر زراعة 7.5 مليون شجرة، إلى جانب 13 كيلو متراً مربعاً خصصت لتكون معالم مائية، و7 متاحف، و12 ألف وحدة سكنية، و16 فندقاً، و70 ألف فرصة عمل تتيحها هذه المشاريع.
* *
أمام هذه الإنجازات المذهلة والعظيمة، سوف تتضاعف المساحات الخضراء بما يعادل 541 كيلومتراً، ومن خلال (الرياض آرت) سوف تتحول الرياض إلى معرض فني مفتوح، فيما أن المسار الرياضي سوف يحقق عائداً اقتصادياً بـ 71 مليار ريال بنهاية 2030، وضمن التفاصيل الأخرى ستكون هناك أكبر حديقة في العالم باسم الملك سلمان تُقام في أرض قاعدة الملك سلمان الجوية.
* *
وسوف نرى الرياض بشخصية أخرى أكثر بهاءً وجمالاً مع إنهاء تنفيذ هذه المشروعات، وخاصة عند إقامة البوابات ذات التصاميم الإبداعية عند مداخل الرياض، وكذلك المجسمات عند إقامتها في تقاطعات طرق المدينة، ليكتمل جمال الرياض مع تخصيص مساحات لإقامة معارض لفنانين مرموقين، متيحة بذلك التفاعل بين الفنانين والسكان، إلى جانب نشر مجموعة من الأعمال الفنية القيِّمة في الواجهات السياحية، وفي محطات قطار وحافلات الرياض، وإعطاء الفرصة للفنانين لتصميم جسور المشاة، وتنظيم احتفال سنوي بمسمى (احتفالية النور) يعرض فيه أعمال فنية تفاعلية، تعتمد على الإضاءة.
* *
وستكون الرياض وسكانها على موعد أيضًا مع إنشاء حدائق للمرح، وتنفيذ أعمال فنية تتناسب مع طبيعة أودية المدينة، وإقامة معلم فني يرمز لمدينة الرياض، وهناك اهتمام بالثقافة والرياضة، واستفادة من الكثبان الرملية بإقامة متنزه فيها، وإنشاء عدد من المساجد والحدائق والمدارس والكليات والجامعات، والمصحات، علماً بأن حديقة الملك سلمان، سوف يقام فيها مرافق مهمة، منها: ملعب رويال جولف، وملعب الواقع الافتراضي، ومركز القفز المظلي والمناطيد، ومركز الفروسية، ومرافق سكنية، ومكتبية، وتجارية، وفندقية وغيرها.
* *
هذه قراءة سريعة لبعض ما تم الإعلان عنه من مشروعات حديثة، سيبدأ العمل في تنفيذها خلال النصف الأول من هذا العام، أي أن هذا التوقيت السريع في بدء العمل يظهر لنا مدى الجدية والاهتمام بإنجاز ما تبناه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووافق عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، فعلى بركة الله، وهمة القيادة تخطو بالبلاد بسرعة نحو انطلاقة أشبه ما تكون بالحلم، غير أن هذا هو الواقع، وغيرنا لا نحن هو من يحلم!