فهد بن جليد
إذا كان لإبريل كذبة، فإنَّ لـ20 مارس كذبة أخرى، وهي «يوم السعادة العالمي» الذي أطلقه الأمين العام السابق للأمم المتحدة «بان كي مون» في يونيو 2012م، الفكرة كانت جميلة ضمن مشروع تنموي تقوده المنظمة العالمية بدعائم الاقتصاد الثلاث: التنمية المستدامة، والرفاهية المادية والاجتماعية، وسلامة الفرد والبيئة، ولكنك إذا توقفت بعد 7 سنوات «عجاف» ستجد أنَّ هذا اليوم تحوَّل بقدرة قادر إلى يوم عالمي يتبادل فيه البشر أمنياتهم، ويستعرضون أمانيهم وأحلامهم، ويتصنَّعون السعادة المفقودة فيما بينهم، مُحاولين صنعها لأنفسهم بعيداً عن خطط «بان كي مون ومن بقي من رفاقه» عندما اكتفت الأمم المتحدة بتصنيف دولي للسعادة تشعر «بعدم السعادة» وأنت تنظر إليه، ولنصائح ومشاركات خفيفة لما يبهج الناس ويجعلهم أكثر سعادة في هذا العالم.
من أجمل النصائح التي قرأتها في هذا اليوم ما نشرته إحدى الصحف المحلية ضمن 12 نصيحة قدمتها حتى تكون سعيداً، وقالت إنَّ السبب السابع للسعادة هو «شرب كميات كبيرة من الماء»، وهذا يؤكد أنَّ السعادة نسبية وتختلف من مجتمع لآخر، بل ومن شخص لآخر في ذات المجتمع، لذا علينا أن نفهم احتياجاتنا ومسببات سعادتنا الحقيقية، مع ضرورة الانتباه لعدم اللجوء للنصائح المعلّبة أو التشبه بالآخرين - الذين نعتقد أنَّهم سعداء- ولنتذكّر أنَّ السعادة لا تأتي فجأة، بل يجب التخطيط لها وفعل الأسباب التي تؤدي إليها، شرط أن تؤمن أولاً بحقك في السعادة كإنسان، وتعمل لتكون مثلما تريد، لا كما ترى الآخرين في صورهم التي تبدو لك أنَّها سعيدة.
دائماً ما أقول لأصدقائي إنَّني آخر شخص في هذه الحياة يمكن أن تأخذوا منه نصيحة، ولكن هذه المرة سأقدِّم «سراً» لأصدقائي الأصغر سناً، بتقديم تجربتي الشخصية لهم في هذا اليوم، وهي تتوافق مع كثير من النظريات الغربية التي قرأتها واطلعتُ عليها، فالسعادة كما أراها - بعد رضا الله وخشيته - هي في كف الأذى عن الناس والحلم والتغابي، كتب فيها الشعراء وأنشدوا، باختصار عوِّد نفسك في هذا اليوم على إطفاء نار الاحتكاك الاجتماعي، بالتصالح الداخلي مع النفس ومع الآخرين، وسأضمن لك الجزء الأكبر من السعادة وراحة البال، وهي التجربة التي فشلت الأمم المتحدة في الوصول إليها وتطبيقها بعدم قدرتها على كف أذى تلك الدول المارقة، التي تتدخل في شؤون غيرها لتصدِّر لهم الإرهاب والبؤس والألم، وهو الشرط الذي سيجعل العالم يعيش في سلام أكثر، ويجد «سعادته المفقودة».
وعلى دروب الخير نلتقي.