فهد بن جليد
في أبريل 2012م كتبتُ هنا مقالاً بعنوان «قولون المُشاهد» تحدثت فيه عن معاناة المُشاهد ممَّا تنتجه بعض المحطات التلفزيونية من برامج وأعمال تصيبه «بأعراض الغثيان والقولون» والسبب هو فشل القائمين على إدارة تلك المحطات والقنوات، واستشهدت برسالة بعثها مدير استوديوهات (والت ديزني)، عندما أعلن لموظفيه استقالته قائلاً «أغادر اليوم لأنَّني أعتقد أنَّ منصب -رئيس استوديوهات- لم يعد يتناسب مهنياً مع قدراتي»، ليتضح لاحقاً أنَّ السيد المدير لم يستقل بل أُقيل من قبل الرئيس التنفيذي، بعد أن تكبدت الاستوديوهات خسائر إنتاج فيلم «جون كيندي» بنحو 250 مليون دولار، بسبب فشل المدير -حينها- وإهداره للمال بسوء التصرف ونقص الخبرة الكافية، والتعنت الإنتاجي في إنهاء ملفات المنتجين والموردين بالشكل الصحيح، وتدخله في الإنتاج السينمائي -بحكم خبرته في الإنتاج التلفزيوني- معتقداً أنَّ الأمور تُدار بذات الطريقة، ممَّا أفشل الفيلم في نهاية المطاف، وتكبُد هذه الخسارة الموجعة.
هذه الصورة ليست ببعيدة عمَّا يحدث هذه الأيام مع بعض القنوات الفضائية، ونحن على بعد أيام قليلة من ذروة الإنتاج العربي في شهر رمضان المبارك، ولكن الفرق الوحيد أنَّ المسؤولين عن الإنتاج التلفزيوني لبعض الشاشات العربية والخليجية ما زالوا على رأس الهرم رغم أخطائهم في السنوات الماضية، والقادم تبدو بوادره -برأيي- باهتةً أكثر حول بعض ما يتم إنتاجه محلياً وخليجياً وعربياً هذا العام، وأعان الله المشاهد في رمضان على كل «الغث» الذي يتم تحضيره في هذه الأيام.
خصوصاً لناحية الاستعانة ببعض مشاهير «السناب شات» ودخولهم على الخط دون تأهيل أو سابق تجربة، الذي اكتشفته أنَّ ذلك لم يكن برغبة بعض المخرجين أو الفنانين أو حتى الكتاب الذين قابلتهم، بل كان نتيجة توصية القائمين على الإنتاج النهائي في بعض تلك المحطات، ورغبة في حصد مُشاهدات عالية وكسب الجمهور، اعتقاداً أنَّ جمهور «السناب شات» ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، هو ذاته جمهور القنوات الفضائية، وهنا يتضح أنَّ معيار النجاح في تلك الذهنية هو الحصول على «ردود فعل» على مشاركة النجم لا العمل، وتحقيق أرقام مرتفعة من «التعليقات» حول النجم لا العمل، و»تداول مقاطع» النجم حتى يُقال أنَّه تم تداول «مقاطع العمل» بكثرة ومُشاهدات عالية كدليل ومعيار «فشل جديد» مُغلف بنجاح مُصطنع وغير حقيقي، عند جمهور مُستأجر!
وعلى دروب الخير نلتقي.