سعد بن عبدالقادر القويعي
ثناء وزير الشؤون الإسلامية، والدعوة، والإرشاد - الدكتور - عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ في تغريدته - قبل أيام -، على المواقف المشرفة لجميع الخطباء، والدعاة، وذلك من خلال منبر الجمعة، والمحاضرات التوعوية، والتي يقررون فيها معتقد أهل السنة، والجماعة، ويؤكدون المنهج الصحيح الذي يدعو إلى الاعتصام بحبل الله، وعدم التفرق، ويدافعون عن دينهم، ووطنهم، وقيادتهم، دليل على أن النظرة التجزيئية للدين، والتي هي سمة مناهج الفرق الأخرى، ومن أعظم أبواب الضلال، والفرقة، ليست من سمات الدعوة إلى الله، والشاملة لكل شيء، - سواء - في العقائد، والعبادات، أو في السلوك، والأخلاق، أو في كل أمور الحياة، ومناحيها.
إن التوافق في الأفهام، والتشابه في المواقف من ثمرات وحدة المصدر، والتلقي في الاعتقاد، والسلوك، والوحدة، والاجتماع. كما يتجلى الأمر المستقيم، والدعوة الصحيحة في بيان الحق، وتبيلغ السنة، وإحيائها، - سواء - منها السنة الاعتقادية، أو العملية، أو القولية، والتي تحقق الأمن، والاستقرار، والسعادة، والسرور ؛ كونها السبب في حصول التمكين في الأرض، وقيام دولة الإسلام، - إضافة - إلى تعزيز قيم الوسطية، والاعتدال، ومبادئ الإسلام السمحة، ومحاربة الغلو، والتطرف، والإرهاب؛ من أجل الدفاع عن عقيدة أهل السنة ضد الأفكار المتطرفة، والعقائد المبتدعة الفاسدة؛ باعتبار أن العقيدة توقيفية؛ فلا تثبت إلا بدليل من الشارع، ولا مجال فيها للرأي، والاجتهاد.
في زمن كثرت فيه التيارات المنحرفة، والتخبط الفوضوي الناشئ عن خلو القلب من هذه العقيدة، تأتي تغريدة معالي الوزير؛ لتؤكد أهمية التحلي بالعقلية النقدية التحليلية، وتسلح المسلم بسلاح العقيدة الصحيحة، المرتكزة على الكتاب، والسنة، وما عليه سلف الأمة من مصادرها الأصلية، وتسليمهم المطلق لنصوص الوحيين، - سواء - من تعظيم النصوص الشرعية، أو الانقياد لها، والاعتماد على الأحاديث الصحيحة، أو صحة فهم النصوص من غير اعتداء عليها، ولا تجاوز عنها بتحكيم قواعد عقلية، ولا آراء، وأقيسة منطقية؛ حتى تتوحد صفوف المسلمين، والدعاة، وعليها تجتمع كلمتهم، - لا سيما - وأن كل تجمع على غيرها مصيره الفشل، والتفكك.