يوسف المحيميد
منذ عقود، ومنذ الثورة الصناعة الثالثة، ونحن نسمع بأن الآلة تأخذ مكان العامل الإنسان في المصانع والمعامل والحرف، لكنها الآن وفي الثورة الصناعية الرابعة، أصبحت تزيح الإنسان وتزاحمه، كي تمنحه بعض الرفاهية والراحة، وفي المقابل -وهذا المهم- تستحدث وظائف جديدة، فمثلا تذكر دراسات وتقارير الموارد البشرية بأن نحو 75 مليون وظيفة ستختفي، بينما هناك 133 مليون وظيفة ستستحدث، و54 بالمائة من العاملين بحاجة إلى رفع مستوى الكفاءة أو إعادة التأهيل.
علينا أن نؤمن بقيمة وأهمية احتياجات سوق العمل، حتى وإن كانت تخصصات الشباب مختلفة عما يحتاجه السوق، عليه أن يؤمنوا بأهمية المرونة في مجالات دراستهم، وأن أهمية التدريب في مستوى التعليم، إن لم تتفوق أهمية عليه.
على سبيل المثال كانت وظيفة معالجة البيانات من الوظائف المهمة قبل عقدين أو أكثر، لكنها الآن ليست كذلك، فالآلة تحل مكان الإنسان فيها، وفي غيرها من الأنشطة والمهام الوظيفية.
من هنا، فالمستقبل يشير إلى أن الفرص تتجه نحو مهارات التفكير البحثي والابتكار، والإبداع والأصالة والمبادرة، إضافة إلى التفكير النقدي والتحليل وحل المشكلات المعقدة.. فالقيادة والنفوذ الاجتماعي أصبح لهما مكانة أكبر، هذا النفوذ حصده مشاهير السوشال ميديا، ممن جاؤوا من الخلف فجأة، ويتصدروا المشهد الاجتماعي والوظيفي.
صحيح أن الآلة تخدم الإنسان، وفي الوقت ذاته تسلبه رزقه، لكن المستقبل يقترح المزيد من الفرض الجديدة، التي لم تكن موجودة إطلاقًا من قبل، أو موجودة لكن تم تحوير نشاطها وأصبحت أكثر اهتماما وعناية بها.