محمد آل الشيخ
حمد بن خليفة، والد أمير قطر الحالي، الذي يمسك رغم تنحيه بمقاليد السلطة حتى الآن، يعاني في تقديري من علتين نفسيتين تفسران كل قراراته السياسية المؤذية والعدوانية التي اتخذها وما يزال يتخذها حتى الآن؛ هاتان العلتان هما (الشخصية السيكوباتية) مغلفة بداء (جنون العظمة). أريد من أي قارئ لهذا المقال: إن يدخل إلى قوقل، ويقرأ عن تلك الشخصيتين السيكوباتية وجنون العظمة، وأثرها المدمر إذا اقترنتا ببعضهما، وأصبح الإِنسان أسيرًا في حياته وقراراته لتأثيرهما؛ ويكون الأمر أدهى وأخطر إذا كان هذا المريض يتسنّم مسؤوليات دولة، وليس فقط نفسه والدائرة الصغيرة المحيطة به.
المختصون النفسانيون يقولون إن هذا الشخص عادة ما يكون مؤذيًا عدوانيًا، ولا يشعر إلا بنفسه، وعندما يرجح أن هذا أو ذاك، حتى ولو كان من أقرب المقربين له سيقف بينه وبين طموحاته، فلن يتردد في القضاء عليه.
حمد بن خليفة انقلب على والده وغدر به عام 1995، ثم لاحقه عن طريق (الإنتربول) كمجرم مطلوب في كل دول العالم، وشهر به، ولم ترده أو تكبح جماحه عاطفة الأبوة، ولم يكترث بأن والده هو من منحه الشرعية من بين أبناء الأسرة الحاكمة في قطر وولاه مقاليد ولاية العهد، بل يروي زعماء التقوا بوالده -رحمه الله- وبحضوره أنه كان يتعمد إهانة الوالد الأمير، ويقاطعه إذا تحدث، ويسفه بما يقول علنًا، وأمام زواره؛ وفي النهاية انقلب عليه.
هذه الشخصية السيكوباتية المريضة، غلفها شعور عارم بجنون العظمة، وأنه أكبر من دويلة قطر، وأنه خلق ليقود العالم العربي من المغرب وحتى البحرين، ولصغر قطر وقلة سكانها، تبنى جماعة الإخوان المسلمين، ليس قناعة بدعوتهم، ولكن ليركبهم لتحقيق طموحاته، أو هكذا كان يتوهم؛ ففي رأيه أن تبنيه لهذه الجماعة التي تأسست قبل قطر، يستطيع بزعمه أن يجير له شعبيتهم، التي تنتشر في أغلب أرجاء العالم العربي، والتي هي -أيضًا- أكثر الحركات السياسية تنظيمًا.
ومن الموضوعية القول إنه حقق بعض النجاح في البداية، وتولت هذه الجماعة وأذرعها رفع لواء دعوته المسماة (الربيع العربي)، لكن هذا الربيع المزعوم لم يلبث إلا وأن تحول إلى خريف دموي، تحملت مسؤوليته قطر وحليفها تنظيم الإخوان الذي أصبح في كل الدول العربية كوباء الإيدز، فأصبح حلفاء الأمس حملاً ثقيلاً، يكاد يقصم ظهر السياسة القطرية، وباء مع حلفائه بهزيمة مدوية، لا يماثلها إلا هزيمة 67 التي أخرجت المارد الإخواني من قمقمه.
ومن يرصد الشخصيات السيكوباتية في التاريخ، ابتداء بنيرون الذي أحرق روما، ومرورًا بهتلر وموسوليني، ونهاية بالقذافي الذي دمر ليبيا سيجد ان النهاية الحتمية لهؤلاء واحدة، فما جرى للقذافي سيجري لابن خليفة، وإن اختلفت الأسباب.
وقطر التي لا تملك من أسباب القوة والتأثير إلا مردود الغاز المالي، أدخلها حمد بطموحاته المجنونة إلى نفق محفوف بالمخاطر من جميع جوانبه، ولن ينقذ قطر وشعب قطر ومستقبل قطر إلا إذا تدخل (عزرائيل)، كما قلت في مقال سابق، وطالما أن عزرائيل لم يتخذ قراره بعد فلا اعتقد أن لدى تميم الجرأة والشجاعة والإقدام لينقذ قطر من هذا النفق كالح السواد.
إلى اللقاء