المدينة المنورة - مروان قصاص:
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، تنطلق مساء الخميس المقبل الموافق 14 رجب 1440هـ، الموفق 21 مارس 2018م، فعاليات مهرجان الطرف للتراث والثقافة في مركز الصويدرة بمنطقة المدينة المنورة، وتستمر لمدة 10 أيام.
ويمثل المهرجان الذي تنظمه الهيئة بإطلالته الجديدة، ضمن برنامج المدينة المنورة الثقافي بالتعاون مع شركائها، جانبًا من رؤية التنمية الاستراتيجية لتحويل المنطقة إلى وجهة سياحية جاذبة من خلال مجموعة من الفعاليات والأنشطة التي ستقام على مساحة 150.000م2 بهدف إثراء تجربة السياحة بالمنطقة، وإيجاد فعاليات تلبي تطلعات أهالي وزوار المدينة المنورة، إضافة إلى تعزيز القيمة الاقتصادية والاجتماعية والحراك الثقافي على المستويَيْن المحلي والإقليمي.
وتهدف الهيئة من خلال المهرجان إلى جذب أكبر عدد ممكن من الزوار والسياح إلى منطقة المدينة المنورة للتعريف بالمقومات السياحية بالمنطقة، وإبراز المقومات التراثية والثقافية المرتبطة بالصحراء في محافظات المدينة المنورة، والمساهمة في تكوين انطباعات مميزة لدى الزوار من خلال الفعاليات المتنوعة الموجهة لأفراد الأسرة كافة، فضلاً عن تحقيق العوائد الاقتصادية للأسر المنتجة المشاركة في المهرجان، ودعم التوجهات لإيجاد المزيد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لأبناء المنطقة، وتعزيز مشاركة المجتمع المحلي في الأنشطة السياحية, والإسهام في رفع مستوى الإقبال على المنتجات السياحية، وتشجيع الاستثمارات في القطاع السياحي بما يخدم منظومة التنمية السياحية بمنطقة المدينة المنورة.
وتأتي الإطلالة الجديدة للمهرجان امتدادًا للنجاحات التي تحققت في تعزيز الجانب السياحي والتنموي بالمنطقة من خلال النسخة الماضية التي حصدت جائزة أفضل مهرجان تراثي ثقافي على مستوى المملكة ضمن فئة الفعاليات والمهرجانات التراثية والثقافية لجوائز التميز السياحي للعام 2018م؛ الأمر الذي أسهم في خلق علامة ثقافية وسياحية، تحاكي حياة الصحراء، وتواكب برامج الاستثمار في الموارد البيئية والطبيعية لتكوين عناصر الجذب السياحي بالمنطقة.
وتتضمن قائمة الفعاليات المتجددة والمقرر تنظيمها خلال أيام المهرجان أوبريتات وطنية بعنوان لحمة وطن، ومشاركة الفرق الشعبية، واستعراض مهارات الصقارين وفعاليات الخط العربي واستديو التراث وفقرات الشعر والرواة، إضافة إلى الأمسيات الثقافية، وتنظيم المسابقات التفاعلية، وإيجاد منطقة لاستعراض الفنون التشكيلية وعربات الأطعمة، ومشاركة الأسر المنتجة، واستعراضات الخيل والهجن، والعروض المسرحية، واستعراض السيارات القديمة ومخيمات الضيافة ومخيم البادية، إضافة إلى تهيئة 25 خيمة عامة وخاصة لتمكين الزوار من الاستمتاع بأجواء النزل الريفي.
وتشمل الفعاليات الفنون والاستعراضات المتنوعة لأنماط وألوان الفنون الشعبية المتعارف عليها، والمتوارثة في حياة البادية، وتشمل العرضات والاستعراضات الأدائية والرقصات الشعبية الفردية والجماعية, إضافة إلى فعاليات الفنون المسرحية التراثية المصممة ضمن قوالب مسرحية إبداعية هادفة، تقدم على مسرح الطرف، وتجسد التراث، وتسهم في تثقيف الزوار بالعادات والتقاليد المرتبطة بالبادية.
وتشهد النسخة الجديدة من المهرجان مشاركة شرفية لدولة سلطنة عمان - ممثلة عن دول مجلس التعاون الخليجي - إضافة إلى مشاركة محلية من محافظة مهد الذهب؛ إذ ستستعرض أجنحة الشرف المشاركة مجموعة من الفنون التراثية، وتعرض المنتجات والأعمال اليدوية والحرفية، وترسم ملامح من واقع الحياة الاجتماعية.
ويعد مركز الصويدرة الذي كان يعرف قديمًا بـ«الطرف»، ويحتضن هذه التظاهرة الثقافية في كل عام، إحدى بوابات التاريخ التي عاصرت العديد من الحضارات؛ إذ يقع على طريق المدينة - القصيم السريع، ويبعد نحو 60 كيلومترًا شرق المدينة المنورة، وهو واحد ضمن 77 مركزًا يتبع للنطاق الإداري لإمارة منطقة المدينة المنورة، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى بئر قديمة، لا تزال باقية حتى الوقت الحالي.
وشهدت هذه المنطقة التاريخية حضارات متنوعة عبر العصور، كانت من أبرزها مرحلة ما قبل الإسلام، وكذلك القرنان الثاني والثالث الهجريان، وتحمل الكثير من الشواهد الحسية والنقوش والكتابات والرسومات الأثرية التي تعود إلى تلك الحقب التاريخية؛ إذ شكَّل موقعها الاستراتيجي على طريق القوافل القديمة، وخصوصًا أنها أحد التجمعات السكانية الواقعة طريقهم، موقعًا استراتيجيًّا على طريق القوافل في الجزيرة العربية.