علي بن سعيد القحطاني
ما الفائدة منه؟
أنا لن أستخدمه في حياتي؟
السين والصاد مجرد عملية تعقيد لدراستنا لأننا لن نستفيد منها.
كل عام بل كل أسبوع أجد نفسي أمام أحد هذه الأسئلة من بعض طلابي. أعتقد جازمًا أن إجابتي لن تكون شافية لهم، والسبب يعود إلى كونها نابعة من قناعات توارثوها من الأجيال السابقة.
وأتساءل كثيرًا عن أسباب انتقالها عبر الأجيال مع يقيني أن كل معلم قام بدوره على أكمل وجه من خلال شرحه وإيضاح هدف هذه المواضيع لطلابه وأهميتها، فلماذا يصرون على إبقاء هذا السؤال حياً، والإجابة تكمن - من وجهة نظري - في عدم قناعتهم بالإجابات السابقة.
لماذا لم يقتنع؟ أين تكمن المشكلة؟ وكيف نحلها؟
جاءت رؤية المملكة 2030 لتجعل منا شعباً أكثر طموحاً، إذ بدأت وزارات الدولة في التسابق لتحقيق ما يخصها من هذه الرؤية، وهنا تساءلت ما الذي ستقدمه وزارة التعليم من برامج ومبادرات لتحقيق هذه الرؤية الطموحة والشجاعة.
فإذا بوزارتنا التي يحق لنا نحن منسوبيها أن نفخر بها تقدم المبادرة تلو الأخرى في جميع مجالات التعليم.
وسأتحدث هنا عن مبادرة إنشاء مركز تطوير تعليم العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات STEM الذي صدر قرار تأسيسه عام 2017، وجاء هذا القرار استناداً إلى قرار مجلس الوزارة القاضي بالموافقة على برامج التحول الوطني.
لن أتطرق الآن إلى توضيح مهمات هذا المركز بل سأتحدث عن الدور الذي يقوم به STEM للإجابة عن أسئلتي في مقدمة هذه المقالة، وهو متى سيدرك الطلاب أهمية المعرفة خصوصًا في مادتيش الرياضيات والعلوم تحديدًا في حياتنا.
يعمل برنامج STEM التعليمي على دمج دراسة العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات معاً كمنهج واحد بدلاً من دراسة كل علم على حدة ومنفصل كما هو الحال فيما مضى. وهذا ما يجعل المتعلم يتعلم المعرفة ثم يطلع عليها ويمارس تطبيقاتها في حياته اليومية. ومثال ذلك في حال طُلب من المتعلِّم صنع لعبة سيارة فإنه لا بد أن يمتلك بعض المهارات والمعارف في الرياضيات ومنها : قياس المساحات والحجم والزوايا، أما بالنسبة إلى العلوم فيجب عليه أن يكون ملمًا بمهارات مثل : قوانين الحركة والإزاحة وتأثير الوزن على السرعة، وكذلك في التقنية منها : التصميم وبرامج المحاكاة، إضافة إلى الهندسة ومنها : تحديد الأبعاد اللازمة التي تضمن قوة وتماسك الهيكل.
كل هذا ونحن نتحدث عن لعبة، فإذا علم المتعلِّم الهدف المنشود من تعلم جميع المهارات السابقة وأننا سنستخدمها في النهاية من أجل بناء لعبة سيارة، وبالتالي ومن خلال ما سبق سيستطيع تصور أهميتها في بناء سيارة حقيقية، مما يجعله أكثر ثقة في نفسه وأنه قادر على الاختراع والصناعة، حيث أصبح ملمًا بالمهارات والمعارف التي تساعده في إنجاز ذلك.
حيث إن ذلك سيسهم في نقل هذا الجيل نقلة نوعية مما سينتج لنا عقولًا أكثر تطوراً تستطيع تفسير المعلومات وربطها، إضافة إلى أنها طريقه نحو الاستكشاف والتعلم.
وهنا فإن مبادرة STEM في التعليم ستعمل - بإذن الله - على تنمية قدرات الطلاب واتجاهاتهم وميولهم بما يفيدهم في اختيار المسارات العلمية والمهنية المتعلقة بالعلوم والتقنية والهندسة والرياضيات التي يحتاج إليها سوق العمل. كما ستعزز التعلُّم والتعليم القائم على البحث العلمي.