فيصل المطرفي
دأبت المملكة العربية السعودية على إرساء العدل وتطبيق قيمه وقواعده على الأصعدة كافة لتتخذ من ذلك منهجاً لها لا تحيد عنه، يعتبر من أهم مرتكزاتها عبر تاريخها المجيد والحافل بالإنجازات المتواصلة، وعلى المستوى الرياضي كان للمملكة تواجد دائم على أكبر المستويات تأكيداً لقيمتها وثقلها وتأثيرها على مستوى رياضة العالم، وحينما أتحدث على الصعيد العربي تتصدر المملكة المشهد بمبادراتها المتعددة التي تهدف منها إلى الارتقاء بالرياضة العربية وتمتين أواصر العلاقات بين الأشقاء العرب ونشر الألعاب المختلفة ودعمها بالسبل كافة، إلى جانب تطوير البنى التحتية والعمل على تذليل الصعوبات كافة التي تواجه بعض الدول، ولعل الاتحادات العربية خلال العقود الماضية أكبر شاهد على تلك الجهود والمساعي الحثيثة التي حققت نجاحاً مبهراً، ورفعت من كفاءة العديد من الألعاب والمشاركات العربية في مختلف المحافل.
وفي نفس الوقت ترفض المملكة عبر مسؤوليها في القطاع الرياضي الخروج عن النص والتجاوزات والإساءات من أي مؤسسة رياضية أو جهة إعلامية تستغل الرياضة لتنفيذ أجندة خاصة لتشويه جمالية الرياضة؛ لذلك نجحت المملكة من خلال المؤسسة الرياضية والاتحاد السعودي لكرة القدم في إلغاء احتكار قنوات beIN Sports لمباريات ومسابقات القارة الآسيوية في المملكة العربية السعودية، بعد إطلاع الاتحاد الآسيوي على الأسباب القانونية كافة التي تضمنت عدم قانونية البث وعدم امتلاكها للتراخيص اللازمة للوفاء بالتزاماتها تجاه نقل مسابقات الاتحاد الآسيوي.
وجاء هذا القرار «العادل» منتصف الأسبوع الماضي مفرحاً لجميع محبي الرياضة النزيهة، بعد أن واصلت تلك القنوات منهجيتها غير المقبولة، التي اعتمدت على تمرير رسائل لا علاقة لها بكرة القدم بتاتاً، وقامت باستغلال حقوق بعض البطولات لتحويل الساحة الكروية من رياضية إلى سياسية، في تصرفات ممقوتة أثارت استياء الرياضيين الحقيقيين كافة، ورسخت لدى الجميع أهداف تلك القناة، والأجندة النتنة التي يتم العمل لتنفيذها من خلال بعض البرامج والاستديوهات التحليلية، والتي كانت لا تمت للمهنية الإعلامية المنشودة، فيما كان البعض ينتظر تقديم مادة تلفزيونية رياضية صرفة لا تخرج إطلاقاً عن هذا الإطار توازي قيمة بعض البطولات الكبرى في السنوات الماضية!
النجاح السعودي يدعو للفخر لا سيما أنه تحقق استناداً على الأنظمة والقوانين وبتأييد من الاتحاد القاري الذي وقف على كل تلك المخالفات الجسيمة، والقانون في كل حين وفي كل مكان فوق الجميع، ولا يخشاه إلا من اعتاد أن يعمل في الغرف المظلمة، وفريق العمل السعودي مضى بثقة واستمر بمطالبته بحقوقه ولم ييأس إطلاقاً، حتى تحققت كل أهدافه، ولمعرفتهم التامة بأن مثل هذه المطالبات تستدعي جهوداً مضاعفة، والتطلعات في المرحلة المقبلة أن تحذو بقية الاتحادات حذو الاتحاد السعودي لإيقاف ذلك العبث الفضائي الذي شوّه الرياضة وكرة القدم الجميلة.