بريدة - أحمد السالم:
شهد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم مؤخرًا حفل اختتام دورة (مؤشرات التطرف الفكري وطرق الوقاية منها) لضباط دوريات الأمن بمناطق المملكة، التي نظمتها إدارة دوريات الأمن بمنطقة القصيم بالتعاون مع جامعة القصيم، وذلك على مسرح مركز التنمية الاجتماعي بمدينة بريدة.
وفور وصول سموه عُزف السلام الملكي. عقب ذلك بُدئ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الداود كلمة، نوه في مستهلها بما يقدمه سمو أمير القصيم من دعم وتشجيع لجميع مناشط الجامعة، مبديًا سعادته بأن تتخطى الجامعة أسوارها، وأن تصل إلى شركائها بمختلف القطاعات لجميع شرائح المجتمع، وتخريجها اليوم كوكبة من حماة الأمن في الدوريات الأمنية لهذه الدورة التي تفخر الجامعة بها وبمثل هذه الشراكة مع القطاعات الأمنية للوقوف مع رجال الأمن، وإشعارهم بالدور الكبير الذي يقومون به.
وأعلن الدكتور الداود تخصيص الجامعة 200 مقعد تدريبي مجانًا لمنسوبي الدوريات الأمنية تقديرًا للدور الذي يقومون به، إضافة إلى عقد عدد من الدورات التدريبية المجانية في مجال الأمن الفكري لجميع القطاعات العسكرية.
بعد ذلك ألقى الشاعر الرقيب أول فواز المطيري قصيدة شعرية بهذه المناسبة، ثم شاهد سموه والحضور عرض مرئي عن الدورة ومجرياتها، واهتمام إدارة الدوريات الأمنية بالقصيم بالتدريب والتطوير، والتعاون مع الجامعة ومراكز التدريب والتطوير وبيوت الخبرة. وتخلل ذلك مشهد تمثيلي عن كيفية معالجة الفكر المتطرف، وكلمة لمدير إدارة الدوريات الأمنية العقيد فهد المديهش الذي أوضح أهمية التدريب والتأهيل للكوادر البشرية في جميع مجالات الحياة؛ فهو الأساس لأي عمل ناجح، وهو الذي يحقق التطور والتقدم في كل قطاعات الدولة المدنية والخدمية والأمنية.
تلا ذلك كلمة لسمو أمير منطقة القصيم، قال فيها: إن عقيدتنا عقيدة الأمن والوسطية، ونحن تعودنا على الأمن في بلادنا، وعندما يتعود البشر على أمر ما فلا بد أنه يدمنه. ونحن أدمنّا الأمن والاستقرار الذي هو عقيدة كل رجل أمن أدى القسم. وإن الإدمان ليس ضروريًّا أن يكون إدمانًا سيئًا وإنما أحيانًا يكون إدمانًا إيجابيًّا. ونحن أدمنَّا الأمن والاستقرار في هذه البلاد منذ أن وحدها الملك المؤسس عبدالعزيز، وأصبح يطبَّق فيها حكم كتاب الله وسنة رسوله. ونرفض كل ما يخل بأمن الوطن.. والقيادة والشعب يدركون أن أمن الوطن خط أحمر، ولا يمكن أن نقبل بما يمس بأمن الوطن ومكتسباته. وأبناء الوطن لا يقبلون بما يخل بأمنهم، ولا يقبلون التفريط فيه كما فرطت فيه دول أخرى، وأصبحت مسرحًا للإجرام والإرهاب والفوضى، والآن يتمنون الأمن.
وأشاد سموه بإدارة الدوريات الأمنية بالمنطقة، وتبنيها التدريب؛ إذ إنها لم تكتفِ بالتدريب العسكري المكثف، بل جعلت من العلم والتسلح بالوعي سلاحًا مرادفًا لصقل الكفاءة العسكرية. مؤكدًا أهمية الحس الأمني لدى رجال الأمن والمواطنين. ولئن كان توافُره في رجال الأمن ضرورة بالغة الأهمية فإنه من الأهمية كذلك توافره عند كل مواطن، ولاسيما أن مسؤولية الحفاظ على الأمن لا تقتصر فقط على العاملين في الأجهزة الأمنية، بل على جميع فئات وأفراد المجتمع باعتبار الأمن مسؤولية الجميع.
وأشار سموه إلى أن التدريب يعد من الركائز الأساسية التي تُبنى عليها القطاعات الأمنية، ويهدف إلى تطوير القدرات، وتنمية مهارات ومعارف الضباط وضباط الصف والأفراد؛ وهو ما يسهم في رفع مستوى أدائهم، ورفع الروح المعنوية.
وقدم سموه الشكر والتقدير لمدير الجامعة وتعاونها المستمر مع جميع شرائح المجتمع والقطاعات الأمنية كافة على ما يقومون به من تكامل علمي وتوعوي لتحقيق كل الأهداف السامية والنبيلة للأمن. مشيدًا بالمشهد التمثيلي الذي أوصل أهمية الحس الأمني لدى أفراد المجتمع في دقائق بسيطة، ومبديًا فخره بأنه أصبح لدينا الوعي في قطاعاتنا العسكرية، وأن نكون حواجز فكرية للتصدي لهذه الآفة؛ فالتطوير مهم بالتدريب، خاصة مع الغزو الفكري الخطير من خلال وسائل التواصل.
حضر الحفل معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالرحمن الدواد، وعدد من مسؤولي الجهات الحكومية والقطاعات العسكرية.