عمر إبراهيم الرشيد
وعاد موسم الكتاب الباذخ الذي يشعر معه عشاق الكتاب بهيئته الأصلية أو الورقية بأن جليس الحكماء ما زال بخير، وحمداً لله ثم الثناء لكل من يساهم في هذا العرس الثقافي. حتى كتابة هذه السطور لم أذهب بعد إلى معرض الرياض الدولي للكتاب، تجنباً لازدحام الرواد في نهاية الأسبوع، وفضلت التريث والذهاب لاحقاً. ويحدوني الأمل في كل عام أن أجد تلك الكتب المعتّقة الحائلة أوراقها إلى الاصفرار بطبعاتها القديمة، ذلك أن اقتناءها يشبه العثور على عملات ذهبية قديمة في أماكن أثرية، جمعت بين القيمة التاريخية والذاتية، وهذا في نظري الشخصي وأزعم أنه في نظر جل عشاق الكلمة ومدمني القراءة وجلساء الكتب. قبل ثلاث سنوات وعند تجولي بين أجنحة المعرض وقعت على مكتبة في الجناح المصري، وإذا بها تعرض طبعات قديمة لعشرات الروايات لكثير من أبرز الروائيين والكتاب في مصر الشقيقة، والتي صدرت في النصف الثاني من القرن العشرين، أمثال روايات نجيب محفوظ، محمد عبدالحليم عبدالله، يوسف السباعي، عبدالحميد جودة السحار وغيرهم. ولكم كانت دهشتي الممزوجة بفرح عارم وأنا أنتقي تلك الروايات، ما جمعت بطبعاتها القديمة بين الأصالة باعتبار مكانة كتّابها الأدبية، وعبق تلك الفترة ورومانسيتها وجمال آدابها وفكرها.
في رأيي أن المعرض - وآمل أن يكون هذا العام مغايراً - بحاجة إلى تشجيع جامعي ومقتني الكتب القديمة والنادرة وإفراد جناح خاص لهم، إذ إن الباحثين عن هذا النوع من الكتب كثيرون، والمزادات العالمية تضع لها اعتبارها، وسوف يكون مثل هذا الجناح إضافة للمعرض وميزة تجلب له الألوف من الرواد والمقتنين داخلياً وخارجياً. طابت لكم متعة المعرفة وصحبة الكتاب، والله يرعاكم.