سعد الدوسري
صباح أكثر من دامٍ؛ نصحو فجر الجمعة، متأملين الخير من هذا اليوم الفضيل، الذي سيجمعنا بأحبتنا، فنجد أمامنا عملاً بشعاً قذراً، لإرهابي أسترالي، يقتل فيه، بدمٍ بارد واحداً وخمسين رجلاً وامرأة، كانوا في حضرة صلاة الجمعة، في مسجدين من مساجد نيوزيلندا. غصةٌ ما بعدها غصة. ألم ما بعده ألم، للمقاطع التي صورها هذا المجرم المتوحش لنفسه، وهو يطلق النيران، من رشاشه الأتوماتيكي، على الكبار والصغار والنساء، ليرديهم قتلى على الفور، في بيت من بيوت الله، التي قصدوها للعبادة والطمأنينة والخشوع.
لقد نصحت الجميع، عبر تغريدة كتبتها، بعد الحادث، ألا يشاهدوا مقطع القتل المباشر للمصلين، الراكعين أو الساجدين، لما فيه من بشاعة قاسية ومرعبة. وأستغرب كيف سمحت وسائل الإعلام العربية والأجنبية، لنفسها نشر مثل هذا المقطع، لكون الأطفال والفتيان والفتيات، يتواجدون في هذه الفترة الصباحية أمام التلفزيون، أو أمام أجهزتهم الذكية، وسيؤثر هذا القتل على نفسياتهم، وسيخلف جروحاً نفسية غائرة.