فهد بن جليد
وسيم يوسف إن كان صادقًا يمكنه أن يحدد بضعة أحاديث حولها شك - حسب قوله - في صحيح البخاري، ويقدم أدلته حولها بهدوء ودون ضجة، وبلسان محب وناصح وصادق؛ ليدعو أهل الحديث والمشتغلين في علم الأسانيد لتتبع سندها، ومراجعتها دون أن يشكك أمام العامة وفي التلفزيون في صحيح البخاري كاملاً، ولكن يتضح أن علم الحديث وصحة الأحاديث أو هموم الأمة أو تعلقها بعلمائها لم تكن هي الهدف والغاية عند وسيم الذي بحث عن الإثارة ضمن أجندة مشبوهة، ولا أدل على ذلك من سباقه للخروج في كل برنامج تلفزيوني أو وسيلة إعلامية على طريقة «الولد الذي هو كويس»، بينما هو أسوأ مما يظن؛ فلم يأتِ بجديد حول رأي بعض العلماء في صحة بعض الأحاديث، ولكن الباقعة التي أوردها أنه تهجَّم على أحد أصح الكتب بإجماع الأمة وعلمائها بعد القرآن، ونسف كل ما فيه في لحظة غرور وجهل.
مَن المستفيد مما يصنع وسيم؟ وهل هو يعمل وحده؟ أم أنه ضمن أجندة تسيء للإسلام الوسطي؟ أسئلة كثيرة تُثار حول سلوك وسيم غير السليم، ولم يحن الوقت بعد للإجابة عنها؛ فتاريخ صناعة التلفزيون والسينما والأعمال الفنية والبرامج الحوارية يشهد بأن المفلسين عادة هم من ينتهجون طريق المخالفة والشهرة والإثارة للفت الانتباه، وتسليط مزيد من الأضواء على أنفسهم وأعمالهم.. والشواهد كثيرة «لأنصاف نجوم ومشاهير غفلة»، أسهموا هم بأنفسهم وأتباعهم وأذرعتهم في تغذية الحملات المسيئة لهم، والتي تعمل ضدهم، من أجل كسب المزيد من الأضواء، والبحث عن الشهرة على حساب الدين تارة، وعلى حساب الوطن تارة، وعلى حساب الثوابت الأخلاقية والأعراف تارة أخرى.. فأمثال هؤلاء قلوبهم عمياء، لا تحب إلا أنفسهم فقط. وأترك لخيالك عزيزي القارئ استعراض المشهد وقراءته بالشكل الصحيح، وأمامك الكثير من الأسماء والأعمال والبرامج والقنوات والشخصيات الفنية التي تعتقد أنها كسبت من تلك الإثارة والزوبعة، بعيدًا عن خرافة وسيم يوسف الأخيرة التي يمكن أن تقوم بها بكل بساطة الفنانة الفاشلة التي تتخذ من «العري» و«المشاهد الساخنة» طريقًا للنجاح والشهرة، والبقاء تحت الأضواء.
برأيي، فشل وسيم في تقديم فكرته ورأيه، ولبس المنجد والمحزم، وتقلد سيفًا ليس أهلاً له؛ ليظهر أقزم مما يجب؛ فلا هو يجيد أو يستطيع إمساكه، فضلاً عن القتال به.
وعلى دروب الخير نلتقي.