في أول اجتماع علني عقده رئيس المكسيك، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، في العاصمة المكسيكية، في 1 ديسمبر 2018، قام بالتعهد بمائة التزام للشعب المكسيكي. وبعد مضي مائة يوم فقط من إدارته تم تحقيق 62 من تلك الالتزامات المائة بينما الـ 38 المتبقية منها قيد التنفيذ.
ومن ضمن الالتزامات التي تم الوفاء بها، حتى تاريخ 11 مارس الماضي، فقد تمت الموافقة على ثلاث إصلاحات دستورية مهمة وهي: قانون تقييد الملكية من أجل المصادرة السريعة للبضائع التي هي نتاج الفساد والعنف والتي سوف تستخدم لرفاهية الشعب المكسيكي؛ وعلى المادة 19 من الدستور التي تجرم أعمال الفساد وسرقة الوقود والاحتيال الانتخابي، من بين أمور أخرى، باعتبارها جرائم خطيرة دون كفالة؛ كما تمت الموافقة على الإصلاح الدستوري بإنشاء الحرس الوطني الذي يتمثل هدفه الرئيسي في تأمين السلامة العامة لجميع المكسيكيين.
كما يؤكد الرئيس المكسيكي أن رئاسة الجمهورية ليس لديها أي حزب سياسي، وإن حكومته تعزز وتحترم حقوق الإنسان وهي عازمة على الوفاء بالتزامها بمعرفة مكان وجود الطلاب المفقودين في أيوتزينابا، ولهذا السبب تم تشكيل ما يسمى بلجنة الحقيقة. ألغى أحد السجون في جزر مارياس لتصبح أراضيها ومياهها مركزًا بيئيًا، حيث سيخيم الأطفال والشباب للدراسة والتعايش مع البيئة. وفتح ملفات وكالة الاستخبارات القديمة التي تسمى بإدارة الأمن الفيدرالي، بينما اختفى مركز تحقيق الأمن القومي والحرس الجمهوري. كما يعزز الحق في الوصول للمعلومات ولإجراء حوار مفتوح وعام، مع رسائل تؤخذ وتعطى مع الحضور، من خلال عقد مؤتمرات صحفية يوميًا في تمام الساعة 7 صباحًا.
وفي مجال السياسة الخارجية، تلتزم المكسيك بالمبادئ الدستورية المتمثلة في عدم التدخل، وحق تقرير المصير للشعوب، والتسوية السلمية للنزاعات، وحظر التهديد باستخدام القوة أو استخدامها في العلاقات الدولية، والمساواة القانونية بين الدول، والتعاون الدولي من أجل تطوير واحترام وحماية وتعزيز حقوق الإنسان، كما تكافح من أجل السلام والأمن الدوليين. وتعتزم الإدارة المكسيكية الجديدة الحفاظ على العلاقات الودية مع جميع شعوب وحكومات العالم. بالنسبة للمكسيك فإن مقولة رئيس المكسيك السابق «Benemérito de las Américas» ما زالت ذات فعالية والتي وفقاً لها فإن «احترام حقوق الآخرين هو السلام بين الأمم، كما هو الحال بين الأفراد». وبالنسبة للعلاقات مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية فهي ودية، حيث لا تستخدم لغة الاتهامات أو القساوة إنما الدبلوماسية والتواصل الدائم.
وتفضل حكومة الرئيس لوبيز أوبرادور معالجة الأسباب التي تؤدي إلى الهجرة، ولذلك تعمل على التوصل لاتفاقية تعاون تنموي مع حكومة الولايات المتحدة، بهدف إنشاء دعائم تنموية من الجنوب إلى الشمال لجعل الهجرة طوعية.
وفي المجال الاقتصادي، فقد ارتفعت قيمة البيزو مقابل الدولار بنسبة 4 %، بينما انخفض التضخم بمعدل 5.9 % إلى 4.4 %. وازدادت ثقة المستهلك إلى مستويات قياسية عند 120 نقطة. فيما تحصيل ضريبة الدخل نما بنسبة 3.2 % من حيث القيمة الحقيقية، وتم خلق 220.628 وظيفة جديدة. وأيضاً بفضل اتفاق مهم مع قطاع الأعمال وممثلي العمال فقد ارتفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 16 %، وهي زيادة حقيقية لم يسبق لها مثيل من قبل.
وستقوم الحكومة المكسيكية بعرض مشاريع إستراتيجية، ففي شهر أبريل سيتم الإعلان عن الدعوة لبناء قطار المايا، حيث إن هذا العمل سوف يتضمن القيام ببناء 1500 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية الجديدة للسياح والركاب المحليين ولنقل البضائع. ويقدر الاستثمار هذا ما بين 6 إلى 8 مليارات دولار. بينما التطوير الشامل لبرزخ تيهوانتيبيك سوف يسهم في توسيع الموانئ وتحديث مسارات قطارات شحن الحاويات التي ستربط سواحل المحيط الهادئ بسواحل خليج المكسيك. وقد أحدثت الحكومة تقدمًا في مشروع بناء مدرجين في مطار سانتا لوسيا لحل مشكلة الازدحام في مطار مكسيكو سيتي.
وكذلك قد شرعت الحكومة في تنفيذ برنامج المنطقة الحرة على طول ثلاثة آلاف و180 كيلومترًا في الحدود الشمالية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وخفضت ضريبة الدخل إلى 20 %، ونقصت ضريبة القيمة المضافة من 16 % إلى 8 %، وأصبح الوقود أرخص وتضاعف الحد الأدنى للأجور. وتسعى كل هذه التدابير إلى تشجيع الاستثمار لخلق وظائف وفرص للتجارة ولإنشاء بهذه الطريقة الستار الأخير من التنمية في بلدنا الذي سوف يسهم في تفادي الهجرة.
إن حكومة التحول الرابع ستسعى دائمًا إلى تحقيق المثل الأعلى للعدالة الاجتماعية ابتداءً بتطبيق معيار أنه من أجل مصلحة الجميع فالفقراء أولاً. ولهذا السبب، سيتم تخصيص أكثر من 15 مليار دولار من الميزانية العامة هذا العام لتحسين ظروف العمل والمعيشة لأفقر وأحوج الناس في المكسيك، كما تضاعفت معاشات كبار السن.
ويعمل حالياً حوالي 82.142 من الشباب كمتدربين حيث يتلقون التدريب في الشركات والمتاجر وورش العمل في الوقت نفسه الذي يتم فيه إدراج 100 ألف شاب إضافي في كل شهر مع معلميهم الذين لا يدربونهم فقط في المهن أو الوظائف ولكن يغرسون فيهم السلوكيات الصحيحة والتضامنية. أيضاً يوجد الآن 817 ألف و583 شخصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة الفقراء، بالذات من الأطفال، الذين بدؤوا بالفعل في استلام معاشاتهم. وسيتم منح تسعة ملايين منحة دراسية شهريًا للطلاب الفقراء في جميع المراحل الدراسية، باستثمار قدره 3 مليارات دولار، كما لم يحدث قط في تاريخ المكسيك.
وقد بدأ العمل ببرنامج الاهتمام بالمجتمعات المتأثرة بالزلازل التي وقعت في عام 2017؛ وأيضًا ببرنامج التحسين الحضاري والإسكان في 14بلدية في الدولة؛ وبرنامج زراعة الحياة لزراعة 575 ألف هكتار من أشجار الفاكهة والأخشاب؛ وبرنامج ائتمان الثروة الحيوانية؛ وبرنامج دفعات الرعاية الذي يمنح قروضًا صغيرة لأولئك الذين يكسبون لقمة العيش من إنتاج وبيع منتجاتهم الشخصية أو تقديم الخدمات؛ وبرنامج إنقاذ التراث الثقافي والذاكرة التاريخية؛ وكذلك برنامج التشجيع على القراءة. كما تم إحراز تقدم في المجال الرياضي حيث تم إنشاء اللجنة الخاصة لتعزيز لعبة البيسبول والمشي والملاكمة. وفي مجال الصحة فقد تحسنت الرعاية الطبية وتوفير الأدوية بشكل كبير وبطريقة شاملة.
إن رئيس المكسيك، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، يؤمن بأن كل ما يتم فعله من جهود من أجل إعادة تنشيط الاقتصاد والإنتاج وخلق فرص عمل وتحقيق الرفاهية المادية والثقافية للشعب سوف يؤدي إلى السلام والهدوء الاجتماعي.
** **
- بقلم: السفير الفريد ميراندا