«دعواتكم لأم سعود رحمها الله رحلت بعمر 24 لا تعرف ?#يوم_المرأة_العالمي? وكان عمري 4 سنوات جلست على عتبة غرفتها وقلت أين أمي قالوا أمك ذهبت للحج، وعندما تعود باصات الحج كنت أقف عندهم متفائلاً وكل امرأة تنزل من الباص أقول هذي أمي بلغ عمري 12 عاماً، وأنا أتابع باصات الحجاج كي تعود أمي معهم».
ما سبق غردّ به الكاتب السعودي سعود الفوزان بمناسبة يوم المرأة العالمي، تساقطت كلماته وجعاً على قلوبنا عشنا معه لحظة الانتظار المؤلمة على مدار ثماني سنوات. كان يرسم ملامح أمه ومع كل امرأة يراها قادمة من الحج يكّون صورة أكثر وضوحاً من سابقتها حتى اكتملت الصورة وعرف أن أمه لن تعود.
ما أقسى الانتظار الذي يقودنا لأمل زائف، قد لا يوافقني الرأي بعضاً منكم ولكنني على قناعة أن دفن من نحب خير من فقدهم أحياء وانتظار عودتهم التي لن تحدث.
قد يكذب البعض على الأطفال ظنًّا منه أن لهم ذاكرة ضعيفة، ولكنهم في الحقيقة مخطئون، فالأطفال أكثر من الكبار تشبثاً بالأمل وبالحاجات يقاتلون حتى يحصلوا على حاجاتهم يغامرون بالقفز حتى يعيشوا متعة الطيران ويغمرون أنفسهم بالماء ليشعروا بأعماق البحر التي لم يروها.
يخلقون لهم الأصدقاء ويرسمون صورهم على كل جدار في البيت وينادون بأسماء لم نسمعها من قبل وعندما نسألهم من هؤلاء؟! يقولون أصدقاؤنا الذين لا تعرفون!
ولو قسنا على أنفسنا سنجد أن أكثر الذكريات فرحاً وإيلاماً لنا تلك التي حفرت في ذاكرة طفولتنا الكثير.
الطفل الذي كبر لم ينسَ أمه كما يظنون بل ما زال يكتبها ولو قدر لمشهد انتظار الأستاذ سعود أن يكون ضمن رواية تتألف من 400 صفحة لن يبقى في الذاكرة إلا هو لأنه لأعمق والأكثر بؤساً ووجعاً.
رجاء عودة الغائبين مؤلم على الرغم من الأمل لذلك مرارة موقف الموت والرحيل أكثر راحة للقلوب، فأنت عندما تودع من تحب بيقين ستكون على أمل اللقاء به في الجنة وستعمل على ألا تفوتك معه حياة أبدية هي الأجمل بلا فراق.
رحم الله والدة سعود الفوزان وجمعها به في جنات عرضها السموات والأرض لا فراق فيها ولا وجع ولا انتظار.
** **
- بدرية الشمري (مسافرة)