بقيت عيناي تتابع قافلة الصحافة والثقافة التي يقودها سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك، رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، رئيس هيئة الصحفيين السعوديين، ورئيس اتحاد الصحافة الخليجية، وهي تحلّ ضيفاً مميزاً على منتدى الشباب الإبداعي في نادي الرياض الأدبي الثقافي.
ابتهج قلبي بفرح غامر وأنا أتابع، لحظة بلحظة، احتفاء منتدى الشباب الإبداعي في نادي الرياض الأدبي الثقافي بما تمثله صحيفة الجزيرة من مكانة عربية راسخة في الصحافة، ليس لأنها تمثل المملكة العربية السعودية فقط، بل لأنها تمثل أمة بتاريخها العميق وكتَّابها الكبار وتُظْهر حالة فريدة ونادرة لا مثيل لها.
يُصرح سعادة الأستاذ خالد المالك، وبعد تلبية دعوة منتدى الشباب الإبداعي المميز، وأثناء جلوسه في اللقاء بجانب مقدِّم الأمسية الإعلامي عبدالرحمن السعد، وحين سُئل عن علاقته بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - عندما كان أميراً للرياض، ولأنه يقدر الوفاء بشكل منقطع النظير، ويعلم أن صداقة الملك سلمان للصحافة ضاربة جذورها في كافة المستويات، يقول: «الملك سلمان كان القارئ الأهم لـ (صحيفة الجزيرة) وللصحف السعودية بكل طبعاتها».
نعم، هذا الرسالة التي بلغت أقاصي الأرض، رسالة الملك سلمان ـ أيده الله ـ: أن الصحافة ليست مجرد ورق فقط، وليست كلاماً منثوراً دون فائدة، بل هي صحافة الثقافة والإبداع والابتكار، صحافة التقويم والتقييم، ترى فيها رؤساء التحرير وطواقمها الإدارية، وكتّابها ومحرريها رجالاً ونساء، يبدعون وينتجون، في كل أبواب الصحافة، ويطرحون رؤاهم وأفكارهم، وينشرون همومهم وتطلعاتهم، ولا يشغلهم سوى نقش اسم وطنهم الكبير (المملكة العربية السعودية) في رأس قائمة الإنجازات.
غير بعيد عن السياق، استوقفني ذلك اللقاء الأسبوع الماضي السيرة الذهبية التي يملكها سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك مع الصحافة، وريادته في فضاءاتها، محلياً وخليجياً وعربياً، وما أسهم به من موقعه القيادي في مؤسسة الجزيرة الصحفية، من تطوير صحفي، في مختلف خطوط إنتاج الصحيفة، للوصول بـ «الجزيرة» إلى أن تكون واحدة من أبرز المؤسسات الصحفية عربياً، وما قدمه ويقدمه من تطوير دائم للمحتوى الصحفي مضموناً وشكلاً، إلى جانب ما يمتلكه من قلم صحفي يتسم مداده من عمق معرفي، ورصانة معرفية، ورؤية مهنية، إلى جانب (13) كرسيا لصحيفة «الجزيرة»، لدعم مسيرة للبحث العلمي، في ثلاث عشرة جامعة، إضافة إلى إصداره (15) كتاباً، تناغمت مع مسيرته لـ (50) عاماً في سيرة .. ومسيرة مع الكلمة الصحفية، التي نال عليها العديد من الجوائز محلياً وخليجياً وعربياً، إلى جانب عضويته في العديد من المؤسسات العلمية، والهيئات الاجتماعية، والجهات الخيرية، إلى جانب تمثيله للعديد من البرامج الوطنية على المستوى العربي والإقليمي، ما جعل من المالك علماً من أعلام الصحافة وروادها في الوطن العربي، وجعله من مسيرته محل الاحتفاء والتقدير من العديد من الجهات الرسمية، والقطاع الخاص، والمؤسسات الثقافية والأدبية والعلمية التي بادرت بتكريمهن تقديراً منها واحتفاء بإنجازات خمسة عقود، جعلت من تجربة المالك مثالاً وطنياً، ونموذجاً يُحتذى بسيرته، وريادة في مسيرته، الكثير والكثير مما يستحق أن يعرضه من تجربته للشباب.
المؤسسات التعليمية والثقافية التي تهتم بإلهام الشباب، تعلم علم اليقين الفرق بين من يأتي إليها وهو يحمل ملفات عادية وهشة وينوي سلب النجاح ويبث التعالي، وبين من يأتي إليها وهو يحمل القلم وينوي الخير، وينشر الثقافة والتأثير.
لا وجه للمقارنة، فمنتدى الشباب الإبداعي يعلم من يزوره، ويعلم من يبحث في الغرف الواسعة، ويصدح صوته لإضفاء الإيجابية والنور والإبداع وليس للمجاملة أو المخادعة أو التخفِّي. أسرة هيئة الصحفيين السعوديين واتحاد الصحافة الخليجية، بل وحتى أسرة صحيفة الجزيرة وحين يشاهدون بأم أعينهم رئيس التحرير سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك، يسرد تجاربه للشباب لخمسة عقود صحفية، ويفخر بقيادة وطنه، والشباب يشاركون ويناقشون، يدركون بأن وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) وقيادته وشعبه مشغول بالإنجاز، وتحقيق حلم وطننا كأوركسترا ذات موهبة وتفوق وإبداع، تعزف قيم الثقافة والعلم والابتكار والإنجاز للمستقبل. تسير قافلة سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك بين جناحي الصحافة والثقافة، تحيطها صدق الاتجاهات وعمق وأهداف المسؤولية الملقاة على عاتقه، تتألق وهي تَهب لمنتدى الشباب الإبداعي في نادي الرياض الأدبي الثقافي ولكل رواده التاريخ والتجربة، زرعها في كل قول وفعل في مسيرته، وفي كل علاقة مع من زامله وتعايش معه، ولكل من يبحث عن المواقف والأحداث المشجعة في حياة الناجحين. والاستفادة من الدروس التي تكاد لا تنتهي للوصول إلى الحياة المستقرة.
** **
- محمد عبدالله آل شملان