تترقب الأوساط الثقافية والفنية - الأدبية بالذات - ما ستقدمه وزارة الثقافة في إعلانها عن إستراتيجيتها الجديدة للمرحلة القادمة. كثير من التكهنات سمعتها خلال الأيام الماضية، منها ما رفع سقف الطموح إلى حد غير معقول ومنها ما زال يعيش خيبة يحملها معه من تجارب سابقة مرت به، سواءً من جهات رسمية أو من بعض المبادرات الأهلية. أقدر تماماً شعور وزارة الثقافة بالحساسية العالية تجاه المجال الأدبي بالذات ورغبتها في ألا تكون طرفاً في أي صراع بين تيارات أو أجيال في الساحة الأدبية، لكن هذا لا يجعلها تتأخر كل هذا الوقت في الإمساك بزمام المبادرة لقيادة المشهد الثقافي بشكل أوضح وأكثر فعالية. لن أناقش الآن أي مجال آخر عدا المجال الأدبي، وأعود لأتمنى على الوزارة أن تضطلع بمسؤوليتها الكبيرة في المجال الأدبي تحديدًا لأن هيئة الترفيه أو أي جهة أخرى لن تستطيع المساعدة فيه كما ساعدت في جوانب أخرى، وستبقى المسؤولية شبه كاملة على وزارة الثقافة. أتمنى في الإستراتيجية المنتظرة ألا تبالغ الوزارة في تفريع أنشطتها في الكثير من المجالات؛ لأن ذلك سيؤدي إلى تشتت جهود الكفاءات الإدارية والتنظيمية ومن ثم إلى ضمور أنشطتها مع الزمن، لذا أتمنى أن تحافظ الوزارة على وجود هيئة الثقافة كمظلة كبرى تجمع الخدمات الإدارية المشتركة وتتفرع منها مجالات الأعمال الفنية والأدبية والثقافية عموماً. أخيرًا، البحث عن الاستثمار من خلال مجال عمل الوزارة ليس عيبًا أبداً، لكنّ ذلك يجب ألا يكون على حساب جودة ما تقدمه الوزارة للجمهور، ابنوا إستراتيجيتكم من أجل الثقافة، واقتناص الفرص الاستثمارية على الطريق، وليس العكس.
** **
- فهد الشهري