أحلام الزهراني
نحن نُفكر لأننا خُلقنا ومُيزنا عن سائر المخلوقات الحية بالعقل، نحن نُفكر لأننا مُتدبرون ومتأملون لعظيم صنع الله تعالى، نحن نُفكر لأننا نريد استمرار علاقاتنا الاجتماعية مليئة بالتقدير والاحترام دون أن يمسها سوء ظن أو تفسدها ظروف الحياة، نحن نُفكر لأننا مُحبون للفضول والاستطلاع على تفاصيل كل ما يدور حولنا، نحن نُفكر لأننا نريد التأقلم مع جميع البيئات المحيطة بنا؛ لكي نتبادل حواراً ونتخذ قراراً ونعالج مشكلة، نحن نُفكر لأننا نريد الوصول لأهداف محددة لنرقص فرحاً على منصة النجاح يوماً ما، نحن نُفكر لأننا نريد أن نبني مجتمعاً ونغرس به القيم النبيلة وننمي لدى أفراده الحصيلة المعرفية، نحن نُفكر لأننا نريد أُناسا مفكرين؛ من أجل الابتكار-الإبداع-الإنجاز-التميز-النجاح، نحن نفكر ونفكر ونفكر!
إن التفكير مهارة فطرية ولذلك نجدها أساسية في حياة الفرد وتعرف بأنها نشاط ذهني يقوم به الفرد من خلال العمليات الإدراكية لتوليد الأفكار وصياغتها بطريقة صحيحة لإيجاد المناسب حول طبيعة الموضوع وتختلف مهارة التفكير من شخص لآخر وفقاً للبيئة المحيطة وتتغير أيضاً بتغير العوامل النفسية والبيئية والاجتماعية، وتظهر أهميتها من خلال إشباع الفرد لاحتياجاته حسب هرم ماسلو فحين يحتاج الفرد إلى تحقيق الحاجات الفسيولوجية مثل المسكن فيحتاج إلى تفكير في كيفية الادخار كذلك عندما يحتاج إلى تحقيق الحاجات الاجتماعية يحتاج إلى تفكير في كيفية اختيار العلاقات الناجحة والتي تترك الأثر الإيجابي في حياته، وتظهر أهمية التفكير في تطوير التعليم فلم يعد التعليم كما في السابق يعتمد على المعلم في تقديم المادة العلمية للطالب وحشوه بالمعلومات دون أي اهتمام لدور الطالب بل أصبح يعتمد على الطالب من حيث البحث عن المعلومات والاستفادة منها كما أصبح شخصاً متحملاً للمسؤولية وأصبح يعتمد على التفكير بجميع أنواعه سواءً إبداعي أو ابتكاري أو ناقد، كما أن مهارة التفكير تعتبر مهمة لمواكبة التطورات الحاصلة في مجتمعنا وتحقيق الرفاهية لجميع الأفراد.
وتعتبر الأمراض النفسية إحدى معوقات التفكير والتي تجعل الفرد يصاب بعُقم التفكير مثل الاكتئاب والقلق والتي تجعله منطوياً حول ذاته وعاجزا ًعن التركيز لشعوره بتفاهة الحياة ولذلك يجد صعوبة في ممارسة مهارة التفكير، كما أن تربية الوالدين لها أثر كبير في طريقة تفكير الأبناء فالدلال الزائد يجعلهم يعتمدون على والديهم في التفكير عنهم مما يخلق أفراداً ليس لديهم تحمل للمسؤولية وليس لديهم القدرة على تجاوز المشكلات التي تواجههم، وأيضاً من معوقات التفكير تمسك الأشخاص بآرائهم رغم عدم صحتها وهذا يجعل التفكير ينحصر في جانب معين مما يؤدي إلى قتل مهارة التفكير وإلى عدم الاستفادة من خبرات الآخرين.
ختاماً: ابتعدوا عن العبارات الهدامة والتي تُضعف التفكير وتقتل الثقة بالنفس، واقتربوا من القراءة لتوسيع المدارك المعرفية ومن ثم يزداد العقل تفكيراً ومن الأشخاص الإيجابيين الذين يُخلقوا حُبا لتنمية الذات والاستفادة من تجاربهم لممارسة مهارة التفكير في جميع الأمور التي تحتاج لذلك.