فهد بن جليد
صناعة مرشدين سياحيين «احترافيين» قضية فارقة في مستقبل السياحة السعودية، المسألة ضرورية لنجاح خطط السياحة، والاعتماد على هذه الصناعة كمصدر من مصادر الدخل المتنوع، فوجود المرشدين المتخصصين وتأهيلهم بشكل صحيح لم تعد مسألة «اختيارية» لذا كلي أمل أن تكون خطوة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتأهيل وتدريب 16 مرشداً سياحياً في مجال سياحة الكهوف والمغامرات، بداية حقيقة وفاعلة لزيادة عدد المرشدين السياحيين السعوديين المتخصصين في المستقبل خصوصاً وأنَّ هناك تزايدا في أعداد طالبي العمل من خريجي تخصصات التاريخ والجغرافيا والآثار واللغات والترجمة.. وغيرها ممن يمكن الاستفادة من تخصصاتهم والاعتماد عليها، كمراجع وأساسات في تأهيل المرشد السياحي، فمثل هذا التوجه هو رافد للتنمية والتسويق السياحي نشاهده ونلمسه عندما نقوم بزيارة بلدان سبقتنا في التسويق لهذا القطاع، ولعلي هنا أذكر كيف يحدث «المرشد السياحي» أثراً كبيراً في نفوسنا عندما يُضيف لمعلوماتنا فائدة وقيمة «غير سطحية «عن المناطق والمعالم والبلدان، وصدق من وصف المرشد السياحي بأنَّه «سفير بلا أوراق اعتماد».
الفتاة السعودية سجَّلت حضوراً مميزاً لها هنا، مع منح «ترخيص مرشدة سياحية»، فعندما تحدثت مع بعض من حصلن على «تراخيص» وأخريات يمارسن العمل الإرشادي السياحي كعمل تجاري «دون ترخيص» وجدت الشَّغف وروح التحدي واضحة عند الجميع، وتذكرت فوراً تجارب لفتيات سعوديات أخريات يملكن مشاريع التسويق السياحي أو الخدمات السياحية للعائلات السعودية في الخارج عبر إعلانات «تويتر، وسناب شات، وأنستقرام»، وكيف يُدرن هذا العمل دون مرجعية واضحة، ولكنَّ الكثير منهن حصلن على ثقة العائلات المسافرة، وأصبح لهن عملاء لتنسيق وترتيب سفرهم وجولاتهم وتقديم الخدمات السياحية اللازمة لهم من حجوزات ومعلومات ومرافقين ومواقع وغيرها.. هذه تجارب تستحق التأمل لاستنساخها في السياحة الداخلية للسعوديين والزائرين.
لم أجد رقماً محدداً لعدد المرشدين السياحيين في المملكة، وإن كان الأرجح -بحسب متخصصين- أنَّهم لا يتجاوزن 200 مرشد سياحي، وهذا رقم يبقى ضئيلاً جداً، والأهم برأيي هو نوعية تخصص المرشد، ضمن الأنواع الثلاثة الأشهر للمرشدين السياحيين» مرشد عام، مرشد منطقة، مرشد موقع»، والتأسيس الصحيح لهذا التخصص باستقطاب كوادر لديها القدرة والصبر على مشقَّة العمل الميداني لإحداث الفارق بالفعل.
وعلى دروب الخير نلتقي.