علي آل مداوي
شهدت دبلوماسية المملكة العربية السعودية حراكاً دبلوماسياً نشطاً وتألقاً ملموساً في سياستها الخارجية خلال الأيام الماضية، حققت على خلفيتها بصمات من نجاحات باهرة لافتة بمشاركة وفد المملكة العربية السعودية في القمة العربية التي عقدة في مدينة شرم الشيخ والأولى من نوعها وعلى رأس وفد المملكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وقد سبقتها جولة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- في كل من باكستان والهند والصين.
فالدبلوماسية السعودية المتألقة تسير وفقاً للتوجيهات القيادة الحكيمة، وسلسلة من النجاحات المستمرة، لتبرز دور المملكة العربية السعودية الريادي في استقرار الأمن الإقليمي والدولي، وفي احتواء الأزمات بالمنطقة ودورها الدبلوماسي اللامع في تعزيز علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة التي تصب في مواصلة النجاحات والسير بها قدماً نحو آفاق التعاون المشترك.
فحضور خادم الحرمين الشريفين في القمة العربية الأوربية قد أكسبت القمة زخمًا كبيرًا بأهميتها وفرادتها لما تشكلها المملكة العربية السعودية من ثقل في العالم العربي والدولي، ونشاط دبلوماسي على هامش القمة تبلورت بلقاء المسؤولين للدول الشقيقة والصديقة وتعزيز العلاقات والشراكة، والاهتمام البالغ للمملكة بالملفات المعروضة على القمة، وحرصها على تدشين حوار عربي أوروبي يعنى بالقضايا محل الاهتمام المشترك، وتطوير ذلك إلى بلورة وجهات نظر متقـاربة حيال الأزمات الدولية.
كما أن الحراك الدبلوماسي اللافت لولي العهد الأمير محمد بن سلمان شرقاً تعبّر عن حرص المملكة على تعزيز العلاقات السياسية وتكثيف الاستثمار في المشاريع المختلفة ضمن الحراك السياسي والاقتصادي الكبير، الذي أطلقته المملكة كقوة ومكانة فاعلة في العالم لتعزيز وبناء علاقات إستراتيجية مع مختلف القوى، وبناء اقتصاد وطني جديد، وفق رؤية المملكة 2030 ومنهجية المصالح المتبادلة مبرماً صفقات استثمارية وتجارية بمليارات الدولارات في كل من الصين وباكستان والهند.
فالمملكة العربية السعودية بحكم موقعها الجغرافي المميز الذي أكسبها قوة سياسية كبيرة في المنطقة والعالم، وقدراتها الاقتصادية الهائلة، واحتواءها مكة المكرمة والمدينة المنورة كقبلة أنظار المسلمين في جميع أنحاء العالم، ودورها الرائد الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب، وقوتها العسكرية في المنطقة. أكسبت الدبلوماسية السعودية صناعة المواقف الإيجابية تجاه مصالحها المشتركة مع كل دول، ومواصلة دورها في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
تمضي الدبلوماسية السعودية بنجاح ونشاط وتفوّق لافت وفق معادلة أكثر من ذهبية، قائمة على أبعاد وعناوين خطّتها السعودية بجدارة، بقيادة الحكومة الرشيدة التي عزَّزت وكرَّست تألق الدبلوماسية السعودية.