محمد المنيف
منذ أن بدأ الفن التشكيلي يأخذ وضعه بين أقرانه في الوطن العربي.. بدأت أحلام التشكيليين تكبر معهم وبدأت المنافسة تبرز في نظرتهم لمستقبل فنهم وكان إنشاء جمعية التشكيليين من أبرز أحلامهم أسوة بمن حولهم من دول الخليج التي سبقتنا بهذا الجانب المؤسسي ومنها الجمعية الكويتية الأكبر عمرًا وأكثر حضورًا..
لقد كان الحلم بجمعية مستقلة رغم طول انتظاره تسابق على المطالبة به كثير من التشكيليين في مقالات أو لقاءات وجهت إلى وزارة الثقافة والإعلام سابقًا وقبلها في الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي كانت تخدم الفن التشكيلي لكن ضمن أنشطتها المتعددة مما يضيع أحيانًا حقوق الفنانين ويقلل من مساحة نشاطهم.
وفي عام 1428 كانت النقلة التاريخية للفن التشكيلي السعودي من الدكتور عبد العزيز السبيل حينما كان وكيلاً لوزير الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية تأييده للمقترح الذي تقدم به التشكيليون لإنشاء جمعية مستقلة تعنى بإبداعهم قام برفعه لمعالي وزير الثقافة آنذاك الأستاذ أياد مدني وتمت الموافقة عليه وشكلت لها لجنة من نخبة من التشكيليين لإعداد لائحتها وعقد أول لقاء للجمعية العمومية وأقرت فيه اللائحة تبعها الترشيح والتصويت على مجلس الإدارة.
أعود إلى الدكتور عبد العزيز السبيل الذي لن ينسى له الوطن عامة ممثلاً في جانب التشكيليين عندما بادر بإنشاء الجمعية الرافد الإبداعي لنهر العطاء الوطني.. فقد كان في هذا الدعم اعتراف بهذا الفن وبعطاء فنانيه ودورهم في الثقافة.. نظرة سباقة استشرف بها د. السبيل مستقبل الفنون بالمملكة لتصبح اليوم جزءًا من نقلة وطنية حديثة في رؤية عظيمة يقودها ملك وولي عهد همهم المواطن والوطن بكل تفاصيله.. لقد غرس د.السبيل الفسيلة لهذه النخلة الإبداعية مع ما غرسه من مسائل الجمعيات الأربع الأخرى سيكون لهم جميعًا أثر ودور في حال الاعتناء بهم.
شكرًا د.عبد العزيز السبيل من التشكيليين عامة فقد كنت حريصًا على غراسك الإبداعي بلقائك ومتابعتك في ذلك الوقت لكل خطوة يخطوها أعضاء مجالس الجمعيات موجهًا وداعمًا ومحفزًا وساعيًا لتسهيل السبل. متمنيًا لك التوفيق في أي موقع في هذا الوطن وأن يعود الدعم والاهتمام من وزارة الثقافة أو هيئة الثقافة أو لتعود الجمعيات إلى حضنها الأول وزارة العمل والتنمية الاجتماعية..