سامى اليوسف
هل تأهل الهلال للدور الثاني في دوري أبطال آسيا؟.. هل حقق لقب الدوري؟.. أو البطولة العربية؟.. طبعاً، لم يفعل بعد، ولكنه يتجه الآن في المسار الصحيح نحو تحقيق هذه الأهداف الثلاثة -بمشيئة الله-، بشرط أن يحافظ على المكتسبات التي أحرزها فيما مضى من مشوار البطولات الثلاث.
فالهلال في الاستحقاق الآسيوي، قدّم نفسه أمام العين ثم الدحيل في مجموعته الحديدية كفريق بطل كما ينبغي، تجلت مواصفات الزعامة والفريق البطل بكل ملامحها.. حيث الإمكانيات الفنية العالية والروح القتالية والشخصية القوية المدعومة بمحترفين يصنعون الفارق وبخط احتياط أشبه بـ«الكنز» تحول معها الفريق إلى أشبه ما يكون بـ»كتيبة إعدام» كروية مرعبة، فرضت الهيبة وزرعت الخوف في نفوس خصومه، بإدارة فنية مقتدرة ودعم جماهيري مشهود.
وبالعودة لمقدمة ما كتبت، فإن كل ما تقدم لا يغني ولا يسمن من جوع في حال فرّط اللاعبون والإدارة والجمهور بهذه المكتسبات.
كيف يحافظ الهلاليون على مكتسبات المرحلة الماضية؟.. الإجابة تتمحور بالنقاط التالية:
- التركيز، ثم التركيز.. والحديث هنا موجه للاعبين والجهازين الفني والإداري.. فالفريق تنتظره استحقاقات مهمة ويعاني من ضغط المباريات داخل الملعب وضغوطات أخرى خارجه، ولن يتجاوزها إلا بالتركيز والانضباطية والالتزام بكل شيء مع رفع الحافز أو الدافعية.. وتقليل الظهور الإعلامي لنجوم الفريق حتى في مواقع التواصل الاجتماعي.
- عدم الانغماس في أوهام عقدة المؤامرة (التحكيم والإسقاطات الجوفاء)، وإدعاء المظلومية الدخلية على ثقافة الهلال، وهي الثقافة القائمة على قاعدة «الهلال أولاً»، وعدم الانشغال بدراما المنافسين المفتعلة، والتي تدخلك بنفق السلبية القاتلة وسيناريوهات تشتيت التركيز المحبوكة «البطل يتوقع كل شيء وهو جاهز للتحدي متسلحاً بالثقة والطموح».
- على الإدارة أن تفعّل عمل الإدارة القانونية بالتصدي لكل إساءة تطال عملها وشخوصها واستقرار الفريق، بدون ضجيج أو تشويش، وهذه من علامات ترسيخ الهيبة.
- رسالة خاصة لجمهور الزعيم بالتركيز على تعزيز الجوانب الإيجابية بعيدًا عن السلبية القاتمة وجلد الذات والإساءة الشخصية للاعبين ونجوم الفريق خاصة وأن الزعيم يدخل مراحل الحسم على الصعيدين المحلي والعربي، والمدرج الهلالي «الحكيم» عُرف بغيرته وحرصه ودعمه لنجوم فريقه والذب عن ناديه فلا يجوز أن يتحول خط الدفاع الأول إلى معول هدم بسبب نتيجة مباراة لم تهز صدارة الفريق وينساق بالنيل من مكتسبات هلاله بسطحية مستغربة، «السيتي» عاد ليقبض على الصدارة في الدوري الإنكليزي بالرغم من خسارته من أمام فرق أقل منه أداءً وإمكانيات فنية، تسرب النقاط وارد، ولكن الالتفاف الصادق واجب ومطلب رئيس من الجمهور.. وأي فريق سواءً محلي أو عربي يتمنى أن يلعب في صفوفه النجم الذي نالت منه ثلة من الجماهير تويترياً أو في المدرج.. وهذه حقيقة.
- ضبط الانفعالات خلال حضور المباريات سواءً من المشجعين أو الإداريين أمر مهم جدًا، فالتجاوز ثقافة دخيلة على المجتمع الهلالي، خاصة في المدرج أو في دكة الاحتياط.. ولعل من حضر مواجهتي الوحدة محلياً والدحيل آسيوياً يدرك مغزى كلامي.
أخيرًا: تشجيع الهلال من العادات الجميلة التي تسهم في رؤيتك للحياة بمنظار الإيجابية، فما بالك باللعب ضمن صفوفه وارتداء قميصه.
خاتمة
«واثق الخطوة يمشي ملكاً».