«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ونيابة عن صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، افتتح معالي نائب وزير الثقافة الأستاذ حامد بن محمد فايز مساء أمس فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، وذلك في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، بحضور الشيخة مَيّ بنت محمَّد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار بمملكة البحرين، وجمع من المثقفين والمسؤولين.
وألقى معالي نائب وزير الثقافة، في مستهل الحفل كلمة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة، نقل في بدايتها أسمى آيات الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على رعايته الكريمة لفعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- على تشجيعه الدائم ودَعْمه اللامحدود للمسيرة الثقافية السعودية، وللتنمية الثقافية الشاملة في المملكة العربية السعودية.
ورحّب سمو وزير الثقافة في كلمته بمشاركة مملكة البحرين الشقيقة في المعرض بوصفها «ضيف الشرف» للدورة الحالية، مؤكدًا بأن المشاركة تأتي تجسيدًا لعمق العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، قيادةً وشعبًا.
وأضاف: «يأتي معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام تحت شعار «الكتاب.. بوابة المستقبل» من منطلق الإيمان العميق بدَوْر معارض الكتاب في تنشيط الحراك الثقافي, وفي إطار الجهود الهادفة إلى إيجاد بيئة ثقافية جاذبة، ليكون لبنةً أساسية في الصرح الثقافي الذي تستهدفه رؤية المملكة 2030، التي أكَّدت على أنَّ الثقافة أحد مقوِّمات جودة الحياة، والتي يشكِّل التقدُّم الثقافي عنصرًا أساسيًا لها», مشيدًا بالمكانة التي يحتلها معرض الرياض الدولي للكتاب في الوقت الراهن «حيث أصبح أكبر من مجرَّد كونه معرضًا للكتاب، وبات تظاهرةً ثقافيةً كبرى تحتفي بالإبداع وتحتفل بالمعرفة».
وتطرّقت كلمة سمو وزير الثقافة إلى تدشين وزارة الثقافة وإطلاقها لرؤيتها وتوجهاتها لخدمة القطاع الثقافي في حفل سيقام يوم 27 مارس الجاري، معلنًا في الوقت ذاته عن تولي وزارة الثقافة لمسؤولية تنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب، ابتداءً من دورة العام المقبل 2020م, موجهًا شكره العميق لكلِّ مَنْ عَمِلَ على المعرض، خصوصًا وزارة الإعلام، ولكلِّ مَنْ شارك فيه من دُوْر النشر والجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص.
الشيخة مي آل خليفة
من جانبها عبَّرت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عن عظيم اعتزازها وتقديرها لاختيار مملكة البحرين ضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام، مشيدةً بدور وزارتَي الثقافة والإعلام السعوديتين في النهوض بالثقافة المحليّة والإقليمية، وأضافت معاليها «من جديد، تقوم الثقافة بدورها في تأسيس حوارٍ حضاري مع الآخر، وفي هذه المرة تجمع مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية في سياقٍ ثقافيٍ موحّد، وتبادلٍ مميز للحضور في المشهد الثقافي بين المملكتين، فاليوم مملكة البحرين ضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب، وفي العام الماضي كانت السعودية ضيف شرف معرض البحرين الدولي للكتاب، حين كانت المحرّق عاصمةً للثقافة الإسلامية 2018».
وأكدت معاليها على ما تتشاركه المملكتان من مقومات تاريخية وثقافية أصيلة، وما تتمتّعان به من علاقات أخوية عميقة وراسخة، مشيرةً إلى أهمية استمرار التبادل والتعاون الثقافي ما بين البلدين الشقيقين.
وحول أهمية معارض الكتاب في تعزيز الحراك الثقافي في المنطقة بينت معاليها: «ما زال الكتاب الوسيلةَ الأفضل لنقول إن أوطاننا تمتلك من الوعي الثقافي ما يؤهلها لتكون مراكز للإشعاع الحضاري، ولدينا اليوم فرصة كبيرة لنأخذ بزمام المبادرة ونعيد لحركة النشر العربية الزخم والاهتمام الذي تستحقه».
وأشارت معاليها إلى أن هيئة الثقافة ستعكس من خلال برنامجها غنى ثقافة البحرين عبر العديد من الأنشطة التي تقدّم شخصيات ثقافية مرموقة وفنانين يبرزون جوانب مختلفة من مشهد البحرين الراهن, مضيفة أن زوّار المعرض، وإضافة إلى البرنامج الثقافي، سيتمكّنون من الاطلاع على آخر ما أصدرته البحرين من نتاجات فكرية وأدبية وعلمية.
وشهد حفل الافتتاح عرض فيلم عن مملكة البحرين تناول قيمتها الحضارية ومنجزاتها الثقافية والإبداعية.
تكريم رواد السينما السعودية
بعد ذلك تم تكريم رواد السينما السعودية وهم: عبدالله المحيسن، إبراهيم القاضي، سعد خضر، هيفاء المنصور، إبراهيم الحساوي والراحل سعد الفريح والراحل خليل الرواف, كما تم تكريم المؤلفين الفائزين بجائزة الكتاب، وهم: الدكتور عبدالله المفلح عن كتاب «التفكير واللغة والتفاعل النفسي»، محمد بن عبدالله السريع عن كتاب «معرفة خطوط الأعلام في المخطوطات العربية»، مقبول العلوي عن رواية «زهور فان غوخ»، الشاعر حسن الصلهبي عن مجموعته الشعرية «المخبوء في خد القناديل»، وصالح النفيسة ومحمد النذير عن كتاب «قيادة التدريس الاحترافي».
وفي نهاية الحفل كرم معالي نائب وزير الثقافة سمو الشيخة مَيّ بنت محمَّد آل خليفة بدرع تذكاري، ثم زار جناح دولة ضيف الشرف مملكة البحرين، واطلع على ما يحتويه من مؤلفات وصور تبرز الجانب الثقافي والحضاري لمملكة البحرين الشقيقة.
وتستمر فعاليات المعرض لمدة عشرة أيام حتى 23 مارس الجاري في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة 913 دار نشر، و500 ألف عنوان، و1750 مشاركًا وعارضًا، من 30 دولة عربية وأجنبية.
وتضم أجندة المعرض أكثر من 200 فعالية ثقافية ومتنوعة، من بينها 62 فعالية تختص بالندوات والمحاضرات الثقافية، و13 جلسة ضمن فعالية المجلس الثقافي التي تضم أيضًا أربعة عروض مسرحية و18 فيلمًا سعوديًا قصيرًا و29 ورشة عمل فنية.
كما خصصت إدارة المعرض ثلاث منصات توقيع، سيوقع خلالها 267 مؤلفًا ومؤلفة كتبهم، أمام زوار المعرض.