د. محمد بن صالح الحربي
يطرح البعض كثير من التساؤلات؟! عن تأخر حسم قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لحرب اليمن، وذلك لعدم إدراكهم بشكل كامل للخصائص الجيوبوليتيكية المؤثرة على مسرح العمليات في اليمن (الخواص الجغرافية والطبيعية، وتوظيفها لتحقيق الأهداف السياسية).
هذا من جهة، ومن جهة أخرى, ما تبثه المنصات الإعلامية المعادية، عبر القنوات الفضائية، ومواقع التواصل الاجتماعي من أخبار ومعلومات مزيفة ومغرضة, لتأجيج الرأي العام المحلي والدولي، ناهيك عن بيروقراطية الأمم المتحدة المتسببة في إطالة أمد الحرب عبر مبعوثها غريفث ذو المواقف المتبدلة والضعيفة في تعامله وتنسيقه مع الحوثيين.
نستطيع القول, بأن المملكة اتخذت نهجاً إنسانياً وفق قيمها ومبادئها الراسخة, بعدم المساس بالمدنين ومؤسساتهم الخدمية والاجتماعية،كالمستشفيات ومحطات توليد الكهرباء والمساجد والموانئ.. والتي احتمى بها الحوثيون واتخذها دروعاً بشرية وملاذات آمنة لقياداته واستخدامها كمنصات قتالية ومستودعات للذخيرة والسلاح.. الجدير بالذكر، أن قوات التحالف قامت باتباع قواعد الاشتباك أثناء الحرب وفق القوانين والمعاهدات الدولية.
وبناء عليه، فإن مسرح العمليات أضحى عاملاً أساسياً في إطالة أمد الحرب, حيث يتسم بخصائص جغرافية وديموغرافية محددة ومعقدة، فالحدود السعودية اليمنية (حوالي 1457 كم) ممتدة ما بين الموسم السعودية وميدي اليمنية، على ساحل البحر الأحمر وتتجه شرقاً.. حتى الشمال الشرقي بالقرب من مدينة حرض، ثم تتعرج ما بين الجبال، متتبعة الأودية حتى تصل إلى مشارف المناطق الرملية المتصلة بالربع الخالي.
لذا, فإن جزءاً مهماً من مسرح العمليات (وبمساحة 400 ميل بحري) على البحر الأحمر يشمل ميناء الحديدة والصلف والمخا، إضافة إلى الجزر البحرية المقابلة لجيبوتي وإريتريا والمتناثرة بالقرب من الممرات البحرية وخطوط الملاحة الدولية.
كل ذلك يشكل طرق إمداد معقدة ومتخفية لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين.. ناهيك عن استغلال المساعدات الإنسانية الموجهة إلى الشعب اليمني عبر ميناء الحديدة للسيطرة والتحكم والابتزاز اللاأخلاقي تجاه شعب يستحق العيش بكرامة حرم منها.
وأخيراً، نخاطب الرأي العام محلياً ودولياً بأن يدركوا أن قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية اتخذت منهجًا قيمياً وإنسانياً وأخلاقياً ومتوازياً مع المبادئ والأعراف الدولية في عملياتها القتالية لإعادة الشرعية المسلوبة من الحوثيين في المحافظات الشمالية، وإلا كان الحسم سريعاً.