حمد بن عبدالله القاضي
رغم كل الوسائل والوسائط التي تخدم الإنسان وتوفر سرعة الإنجاز إلا أنك تجد الكثيرين يشتكون من ضيق الوقت وعدم اتساعه لقضاء أعمالهم لكثرة المشاغل وزحام الطرق ومواقع التواصل وغيرها.
أما في الفضاء القرائي فقد أضحى الإنسان لا يجد الوقت الكافي للقراءة وبخاصة المطولات من المقالات بالصحف ومواقع التواصل.
لذا ولأن القارئ هو «زبوننا» بدأت منذ وقت أطبق مبدأ «الرشاقة» على المقالة فهي تُحفِّز على القراءة، أما بالنسبة لرشاقة المرأة فليست صائبة دوما!
بمقالتي بالجزيرة -وهي أسبوعية ومحدودة المسافة- أضحيت أجعلها موضوعات مختصرة بعدة فقرات وأجد معها تفاعلا جيدا بخلاف لو كان موضوعا واحدا مطولا.
المرء عجول وهناك العشرات من «خراش وإخوته وأخواته» تتزاحم على وقته وتريد حصتها منه.
أختم بحكاية لطيفة حصلت لي مع معالي د/ عبدالعزيز الخويطر رحمه الله - تدور حول هذا الشام
فذات مرة أرسلت له «بروفة» أحد أجزاء مسودات كتابه «وسم على أديم الزمن» بعد أن وصلتني من المطبعة، وعادة لا تبقى لديه سوى يوم أو يومين ثم يرسلها بعد قراءتها وتصحيحها وإبداء الملاحظات عليها ورغم أن مسودَّة الكتاب تصل أحيانا إلى 400 صفحة، وفي إحدى المرَّات مضى أربعة أيام لم تعد لي المسودَّة فاتصلت به لأطمئن عليه وأفيده أن المطبعة بانتظارها لإصلاح ما يبديه عليها ليطبع ويصدر الكتاب ولا يتأخر ولما انتهيت فاجأني بسؤال لطيف: هل تعرف أحد يبيع وقت لأشتريه؟ ثم أوضح غفر الله له- انشغاله ببعض الأعمال واللجان بين جدة والرياض وقال سيرسلها غدا.
وبختام المكالمة قلت لمعاليه مازحا: إن حصَّلت أحد يبيع وقت أبشتري منه معكم!
* * *
=2=
الخصوصية وثقافة الآخر
للخصوصية جانب إيجابي لا يتقاطع مع الأخذ والتفاعل مع الآخر
الخصوصية تعطي لثقافتنا تفردًا ولانتمائنا لوطننا تميّزًا بوجود الحرمين الذين لا يوجد غيرهما بالكوكب الأرضي
تماما كما أن الدخول إلى ثقافة الآخر يضيف لنا ونحن نعيش عولمة الألفية الثالثة.
من هنا.. بالعطاء والأخذ معا
نفيد من ثقافة الغير ونضيف لها لكن لا نذوب بمدنيته وننسلخ من قيمنا وثوابتنا وهويتنا
* * *
=3=
آخر الجداول
هل الزمن هو الذي يتعب الإنسان أم أنه هو الذي يصنع تعبه فيه؟
الإنسان بكل عصر مع الأسف يُسقط هذا التعب على الزمن «فيعيب زمانه والعيب فيه ولو نطق الزمان لهجانا» كما جاء بأبيات للإمام الشافعي.
والشاعر فاروق جويدة يتماهي مع من يجيّرون كل سوء على الزمن عندما قال:
«زمان كان يسعدنا
نراه الآن يشقينا
وحب عاش في دمنا
تسرّب بين أيدينا»