عثمان أبوبكر مالي
فرحة كبيرة اجتاحت الجمهور السعودي، بل (المواطن) السعودي عمومًا، بعد إعلان الاتحاد السعودي لكرة القدم منتصف الأسبوع الحالي تلقيه قرارًا (رسميًّا) من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ألغى بموجبه (احتكار) إحدى قنوات الرياضة (المنبوذة) لمباريات ومسابقات قارة آسيا في المملكة. ويشمل القرار مباريات المنتخبات والأندية السعودية في كرة القدم، وفي جميع الألعاب والمسابقات الرياضية التي تقام تحت مظلة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
الفرحة جاءت لأن الرياضة اليوم على وجه العموم، وكرة القدم على وجه الخصوص، (متنفس) الشعوب، يتماثل فيها الكبير والصغير والفقير والغني في الممارسة والمشاهدة والتفاعل بمختلف أوجهه. وإذا كانت الممارسة متاحة بالقدر الكبير والمطلوب لكل شخص في هذه البلاد ـ والحمد لله ـ وبطريقته التي يختارها، وحسب إمكانياته وأدواته وحياته وبيئته، واختياره للرياضة التي تناسبه من جميع النواحي، بدءًا بأبسطها وأسهلها مثل المشي، إلى أعقدها و(أفخمها) مثل التنس الأرضي، لا يمنعه من ذلك إمكانية أو مال، فإن الأمر يفترض أن يكون كذلك حتى في المشاهدة، مشاهدة المنافسات والبطولات والمسابقات الرياضية بأنواعها، خاصة تلك التي تشغل اهتمام كل إنسان، على حسب شخصيته وثقافته ومتابعته.. ويتدرج الأمر ليصل إلى (الضرورة) القصوى عندما تتعلق (المشاهدة) بالحضور الوطني ومباريات منتخبه الوطني؛ فيرتفع إلى درجة (الواجب). ومن هنا يصبح الحجب بسبب الاحتكار (جريمة) مرفوضة، وذلك وحده كافٍ، فكيف إذا (غُلف) هذا الاحتكار بالخروج البغيض والمستمر عن أخلاقيات الرياضة، وأصبح توظيفًا وتسييسًا وتجاوزًا وخرقًا للمبادئ والبساطة التامة للرياضة الحقيقية؟!
كلام مشفر
« القرار قوبل بترحيب كبير وواسع من قِبل عامة الشعب السعودي؛ وذلك لاعتبارات كثيرة، لعل أولها وأهمها ذلك (الخروج) الكبير والمتواصل من القناة (المطرودة من المجال الرياضي السعودي) عن كثير من المبادئ وأخلاقيات الرياضة ونواميس المنافسة، وعدم الوفاء بالتزاماتها تجاه نقل (نظيف) للمباريات، وحتى الالتزام باستديوهات ومعلقين (مهنيين) حقيقيين، وليس أبواقًا (مستأجرة)!
« الحصول على القرار الصعب الذي وافق عليه الاتحاد الآسيوي، الذي تم (بناء على مخاطبات وأسباب، وإثبات فشل الناقل المطرود)، تأكيد لنجاح (الدبلوماسية الرياضية) السعودية، وقدرتها على الإقناع، والحصول على الحقوق، وحفظ وفرض مكتسبات الوطن والرياضي السعودي.
« عودة بث المباريات للأندية السعودية في المشاركات الآسيوية عبر ناقل محلي (قريبًا) تعني عودة الاستديوهات والمحللين والتعليق للمباريات بأسماء وأصوات ألفتها و(تعودت) عليها الأذن السعودية.
« الخطوة القادمة والمهمة هي أن يوسع القرار، ويشمل دولاً أخرى، خاصة بعض (أشقائنا) في المنطقة، ممن عانوا هم أيضًا كثيرًا من (الخروج والتسييس وخرق المبادئ)؛ ليرتاحوا من الطرح (العفن) الذي يزكم الأنوف والنفوس في كثير من الأحيان.
« كان بيان اتحاد كرة القدم السعودي واضحًا وهو يحث جميع الاتحادات الدولية على اتخاذ إجراءات وقرارات مماثلة لما فعله الاتحاد السعودي لكرة القدم؛ لأن ذلك (سيسهم في المحافظة على نشر اللعبة وتقديمها لمتابعيها بعيدًا عن استخدامها لأغراض سياسية أو دعائية أو تحريضية، لا علاقة لها بالرياضة).
« خسارة كبيرة تلقاها الفريق الاتحادي لكرة القدم في مباراته الثانية ضمن مشاركته في دوري أبطال آسيا، كانت غير متوقعة، ورغم (الرباعية القاسية) كان بالإمكان أحسن مما كان، إن لم يكن على صعيد النتائج، فعلى الأقل على صعيد الاستفادة من المباراة لأعلى حد.
« الاستفادة الممكنة تتمثل في إمكانية (تجهيز) بعض اللاعبين للمباريات القادمة والمهمة في الدوري المحلي، مثل (عبدالله العمار) الظهير الأيسر، وزميله الظهير الأيمن (ياسين برناوي)، والإبقاء على ناصر الشمراني طوال المباراة، وأيضًا إراحة بعض الأسماء التي بذلت مجهودًا كبيرًا في المباريات الماضية.
« ما الذي كان يمنع من إراحة (فيلانويفا وسعود عبدالحميد وحتى فواز القرني)، ويلعب الحارس (الاحتياطي) راكان النجار لتجهيزه وسحب (رهبة) المباريات منه مبكرًا؟ كما أن مشاركة جورمان في الظهير الأيسر لم تكن ذات أي جدوى سوي أنها نوع من (فلسفة) يحبها سييرا!
« كيف سمح للحكم الأردني (أحمد فيصل) بأن يدير مباراة مهمة وقوية في دوري أبطال آسيا، وهو الحكم الذي سبق أن تلقى ضربًا مبرحًا من جماهير أحد الأندية في بلاده، كما سبق للاتحاد الأردني أن أقر بخطأ ارتكبه في مباراة نهائي كأس مهمة، وعوقب عقوبة معلنة؛ إذ تم إيقافه بسببها شهرًا؟ وكل هذه المعلومات وغيرها نُشرت قبل مباراة الاتحاد والوحدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وإذا كانت لجنة حكام في آسيا تعلم فتلك مصيبة، وإذا كانت لا تعلم (فحسبنا ونعم الوكيل)!