د. جاسر الحربش
في هذا المقال يختلط الهزل بالجد، وهو إلى الهزل أميل. في اليوم العالمي للمرأة كررت التأمل في كاريكاتير للمبدع يزيد الحارثي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة عن التبدلات المحتملة للمواطن السعودي قبل وبعد الخطوات المتسارعة لتمكين شقيقته المواطنة. الكاريكاتير يتكون من رسمين متجاورين، في الرسم الأول يظهر رجل جالس وزوجته الواقفة تتحدث إليه رافعة يدها اليسرى نحوه ومكورة اليمنى ولسانها رسم وكأنه يتراقص في فمها المفتوح، بينما الرجل المقرفص على ركبتيه يبدو مستسلماً وشفتاه متهدلتان إلى الأسفل. في الرسم الثاني نرى نفس الرجل مرتاحاً ومبتسماً رافعاً إبهامه الأيمن علامة الارتياح، لأن زوجته انشغلت بالكلام والجدال مع امرأة أخرى وتركته في حاله (انتهى وعليكم استنتاج الموقف قبل وبعد التمكين).
وصلتني في نفس اليوم رسالة واتساب فيها ديك تربض فوقه دجاجة، وصحيح أنه يبدو أضخم منها حجماً لكنها مسيطرة عليه تماماً وهو مستسلم تحتها. لأنني أعرف ماذا يقصد مرسل الصورة في يوم المرأة العالمي أحب طمأنته بأن ذلك ليس ما سيحدث بالضرورة وبالضبط. أتوقع أن المستقبل ربما يبشر الرجال بالمرأة العاملة التي لن تلقي بكامل ثقلها على الرجل كما كان الوضع في الماضي، بل أنها قد تخفض له جناح الرحمة وتغطيه بأحد جناحيها، ليفعل معها نفس الشيء، وكل شيء سوف يتم حسب القدرات والإمكانيات. بالتأكيد لن تصل الأمور إلى مطالبة الديك بالمشاركة في إنتاج البيض، ولكن قد يطلب منه الرقود فوق البيض والمحافظة عليه عندما يكون عاطلاً والأنثى عاملة.
أما بخصوص احتمالات الإيحاءات في كاريكاتير المبدع يزيد الحارثي فذلك كل ما يتمناه الرجل وربما يتحقق على الأقل بعضه. عندما تتشارك النساء مع بعضهن في إدارة الأعمال، قد وأقول قد يحصل تصريف بعض المواجهات اللفظية اليومية المعروفة في كل المجتمعات بين الزوج والزوجة إلى مواجهات لفظية بين العاملات من النساء في أماكن العمل، فيخف الضغط اللفظي اليومي على الرجال. بما أن المعروف عن الرجال أنهم يتحاسدون في أماكن العمل على الترقيات وتقارير الخدمة ويحيكون لبعضهم أنواعاً كثيرة من المكائد والدسائس، فالمتوقع أن جزءاً من تلك الممارسات الكيدية سوف يكون من خصوصيات الزميلات العاملات ضد بعضهن البعض لأن كيدهن عظيم.
انتهى المزاح، وبكل جدية أقول مبروك اليوم العالمي وكل الأيام على المرأة، ومبروك لها وللرجال التمكين التشاركي في شؤون الحياة. المشوار طويل والمهم ألا يجد الرجال مستقبلاً صعوبة في العثور على تاء التأنيث، وألا تفقد اللغة العربية أجمل مكوناتها في الغزل والبكاء على هند وليلى.