د.دلال بنت مخلد الحربي
احتفل العالم في يوم الجمعة 8 مارس بالمرأة في اليوم الذي يتزامن مع هذا التاريخ والمعروف بيوم المرأة العالمي، ونظم داخل المملكة فعاليات حول المرأة وتمكينها، وكان الهدف منها إظهار ما للمرأة من مكانة في المجتمع وأهمية إتاحة المجال لها في كافة الأعمال المناسبة لها، والوظائف القادرة على أدائها وهي كثيرة.
وتناولت الصحف السعودية هذا الموضوع وأشارت إلى أسماء نسوية، مشيدة بأدوارهن الريادية في إنجازات محددة، غير أنني لا أتفق مع ماورد من تحديد لنساء اعتبرن الرائدات، لأن المعيارية مفقودة هنا، فلا أعرف لماذا اختيرت فلانة، وأهملت فلانة؟، وكيف كان التصنيف في عملية الاختيار؟.
لقد كان من المهم في مثل هذا اليوم أن نستعيد ذكرى نساء كان لهن الفعل العظيم في التاريخ العربي الإسلامي، وكن النماذج التي يجب أن يقتدى بها.
ابتداء بالصحابيات المشاركات في جوانب الحياة الاجتماعية والعسكرية في العهد النبوي، وفي عهود الخلفاء الراشدين اللاتي قدمن مشاركات وإسهامات في المجالات العلمية والاجتماعية المختلفة، ونزولاً إلى المرأة الملهمة والفاعلة التي مكنها مجتمعها داخل الجزيرة العربية في العصر الحديث من مثل غالية البقمي وفاطمة الفضيلية والجوهرة بنت الإمام فيصل بن تركي ونورة بنت الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وأسماء أخرى عديدة.
إن التذكير بالنماذج هي التي تنشر الوعي بين فتيات الجيل الحاضر بأن الأسلاف أتاحوا للمرأة مساحة كبيرة للتفاعل داخل مجتمعها وليس كما تدعي بعض المغررات بهن ممن يتشكين ليل نهار عن سوء وضع المرأة العربية الإسلامية.
مختصر القول إن الإسلام أعز المرأة وأعلى من شأنها وأتاح لها أن تعمل في مجالات عديدة وكثيرة في حدود قدراتها وفي حدود تتوافق مع الدين.
في مثل هذه المناسبات كان استحضار التاريخ لنساء فاعلات أسهمن في خدمة مجتمعاتهن وقدمن النماذج الراقية للتمكين أمر مطلوب.