محمد سليمان العنقري
يبحث عديد من رواد الأعمال والاستثمار عن النصيحة الذهبية التي تفرش لهم الطريق بالورود للوصول لقمة النجاح والثراء وإذا كان ذلك الهدف حقًا مشروعًا، بل طموح لا بد أن يسعى كل من يختار هذا الطريق إلا أن توقع النجاح بالوصفات الجاهزة والنصائح التي يطلقها قادة في قطاع الأعمال والاستثمار يعد قصورًا كبيرًا في السلوك المناسب لصناعة النجاح عمومًا فصحيح أن العلم يصقل الموهبة والنصائح والإرشادات تعد عاملاً مساندًا وتريك كيف كان طريق غيرك فيما وصل إليه من نجاح لكن يبقى للاعتماد على الذات من خلال تطويرها بالمهارات والخبرات والتجارب الشخصية العملية العامل الأساسي في طريق النجاح في عالم المال والأعمال، فالمنافسة لن تنتظرك لتقرأ نصيحة تحقق لك الريادة، بل تتطلب منك متابعة عملك وكذلك خفايا السوق الذي تعمل به وتقوم بتحليله باستمرار لتكون دائمًا مع الاتجاه الصحيح، كما أن النجاح يتطلب دائمًا مراقبة أداء المنشأة وأن لا تفرح كثيرًا بالأرباح وتنسى المنافسة بجودة المنتج والتكلفة فكل ذلك لا يتحقق من خلال نصيحة، بل من التحليل وجمع البيانات للوصول «لجودة القرار» الذي يقلل المخاطر ليفتح الطريق أمامك نحو التوسع والاستدامة فالقرار الجيد يتطلب مهارات عديدة يصل لها الفرد بالخبرة والتجربة الشخصية واحترام عامل الزمن وقد لا تتكون هذه الخبرة إلا بمواجهة مخاطر عديدة ببداية النشاط التجاري الذي تمارسه أو الاستثمار الذي تتجه له فالمهارة الحقيقية تتشكل بعوامل عديدة لكنها دائمًا تتطلب المتابعة الدقيقة للأسواق والحصول على البيانات والمعلومات وتحليلها لكي تكون قريبًا من الواقع فالأسواق أكبر من الجميع ولن تبلغك باتجاهها بل عليك أن تعرف ذلك بنفسك من خلال خبرتك وتأهيلك ومدى تطبيقك لأفضل الممارسات المتبعة في مجالك التجاري أو الاستثماري.
خلاصة القول لا يوجد نصيحة ذهبية واحدة تمثل حلاً سحريًا في عالم المال والأعمال فالوصول لجودة القرار يعتمد عليك من خلال ما تكتسبه من علوم ومهارات وتراكم الخبرات وما تتبعه من أساليب لإدارة نشاطك بمنهج مؤسسي يعتمد على كل الطاقات والكوادر المناسبة والمؤهلة وكذلك التحوط والحذر من المخاطر الموجودة بالأسواق والتمرس على مواجهتها، فذلك ما سيمثل رصيدك من الخبرة ومفتاح النجاح لمنشأتك واستثماراتك.