عبد الاله بن سعود السعدون
خطفت عصابات داعش الإرهابية مجموعة من أبناء بادية العراق أثناء تمتعهم بجني الكمأ (الفقع) وتم إعدامهم ورمي جثامينهم بين منطقة المثلث الحدودي بين عرعر والنخيب وتكررت أعمال الخطف والاغتيالات مع ظهور مجموعات متفرقة من شتات داعش بعد أن تم طردهم من المنطقة الغربية العراقية وتهريبهم من الساحة العسكرية السورية على الحدود العراقية بعد أن أنهت وجودهم الكماشة الحربية الأمريكية والسورية في تجمعهم في منطقة دير الزور وتم أسر أعداد كبيرة من الداعشيين الأوربين من قبل القوات الأمريكية والتي تدعو دول الاتحاد الأوربي لاستقبالهم حسب جنسياتهم لغرض محاكمتهم وتنفيذ الجزاء المستحق عليهم لما اقترفوا من جرائم ضد الإنسانية من خطف وقتل وسبي واغتصاب وتعذيب واغتيلات جماعية.
المنطقة الإقليمية وبالذات الساحة العربية تشهد تغيرات جيو سياسية متنوعة وحراك سياسي وعسكري متسارع قد يصل لقرع طبول الحرب على مسامع سكان الحدود الفاصلة بين إيران والعراق ومع هذا المناخ المتقلب الدرجات والذي يشكل الحاضنة المناسبة لتفاعل فيروس إنفلونزا داعش والتي تظهر للوجود وتنشط مع ضعف مناعة القوى الإقليمية القلقة من تداعيات هذا الحراك المتسارع للقوات الأمريكية الزاحفة من المسرح السوري نحو قواعدها في غرب العراق وتمركز قيادتها في عين الأسد القاعدة المركزية لأبراج المراقبة الموجه لداخل إيران.
عصابات داعش تكاثرت بالعدوى بتجنيد أعداد جديدة من الخلايا النائمة داخل الجغرافية العراقية والتي بدأت بصيد ضحاياها بتفجير مدرعة تابعة للحشد الشعبي راح ضحيتها عشرة من منسوبي الحشد الشعبي، فيروس داعش من النوع المضاد لكل الأسلحة العسكرية النظامية لاتباعه استراتيجية حرب العصابات بمجاميع صغيرة محمولة على دراجات نارية سريعة ومراوغة التحليل العسكري والسياسي الإقليمي عجز عن اكتشاف مصدر هذا الفيروس الداعشي الوبائي فمنهم أرجعه لمختبرات اطلاعات الاستخبارية الإيرانية والجانب المعاكس لهذا الرأي يؤكد بأنه مصدره من مراكز الأسلحة الباثلوجية للاستخبارات الأمريكية والموساد مع تمويلهم من البترول المسروق والمتمثل بعملة داعش الذهبية والفضية المسكوكة على شاكلة الليرة العثمانية والمؤسف بأن ضحايا هذا الفيروس الداعشي ليس الطيور والخنازير وإنما كل العرب والمسلمين.
مجاميع داعش بعد اندحارها عسكرياً تم انشطارها إلى فرق صغيرة يشبه تكورها هذا بالأوبة التي نعرفها مثل إنفلونزا الطيور والخنازير وجنون البقر وغيرها ظهرت وتلاشت ولم نعرف مصدرها وكثرت الشكوك بأنها نوع جديد من صنوف الحرب الجرثومية التي وجهت نحو أمتنا العربية الغافية بفرقتها وبشكل انتشار وباء الإنفلونزا نفسه ظهرت داعش لتفتك بالعروبة والإسلام وتنشر الرعب والخوف والقتل بقطع الرقاب بالسيف أو حرقاً، والمصيبة باسم الإسلام، فالجزء الأكبر منهم مظللون بفتاوى غير ملمة بالدين الحنيف، مهزوزة فكرياً لتهيئ شبابنا المتحمس دينياً وترميهم في أتون نار الحروب التي افتعلوها لتمزيق وحدته الوطنية بحجج واهية توقظ الفتنة الطائفية وتسعى لتقسيم المسلمين إلى أحزاب وشيع وتكفير أغلبهم دون التزام بفتاوى المراجع الإسلامية المعتمدة. وأتساءل بصوت عال عن خداعهم لشبابنا العربي والذين تثقفوا بعلوم الدين الصحيحة في جميع مراحل دراستهم علاوة على البيئة الإسلامية الوسطية التي عاشوا وقوي عودهم في وسطها، وتحت تأثير أساليب ومغريات مغلوطة من أصحاب الفتاوى غير الملتزمة تحولوا إلى عصابات متوحشة مقادة من قيادات مجهولة الانتماء والولاء يأمرون بقتل مجاميع إسلامية بريئة في أسواقهم أو حين تأديتهم لصلاتهم في بيوت الله ليحولوا أمانها وروحانيتها الساكنة إلى تفجير مرعب يأخذ معه نفوساً مسلمة خاشعة تؤدي مناسك دينها تقرباً وطاعةً لرب العرش العظيم... والداعشي المجرم يتمزق منتحراً، ويضحك على عقولهم الصغيرة من جندوهم من تسلسل الخليفة والأمير مقنعيهم بسذاجة بأن هذا العمل الإرهابي جهاد ضد أعداء الله والإسلام لسحق مجموع المرتدين عن الطريق السوي الذي أتبعه جنود الدولة الإسلامية، ولم يعلموهم بأن هذا العمل الجنوني الانتحاري يشوه روح الإسلام المنادي بجدالهم بالتي هي أحسن معتمداً على الدعوة الصادقة ملفوفة بروح السلام والمحبة، وقتالهم الإجرامي هذا يقودهم إلى جهنم وبئس المصير ولا يوجد أمامهم غير السعير، فلا حور عين ولا أنهار النعيم كما وعدهم مستغلوهم من قادة هذه التنظيمات المشبوهة. وهدف هذا التخريب المخطط له بخبث إثارة الرعب وتخويف وتخريب دول العالم العربي وهدم ماضيها ونسف حاضرها وسيتركهم خليفتهم والمرتزقة الأجانب لمقرهم الآخر الموعود في فلوريدا أو تل أبيب وقد يفضلون ملاذهم الأخير في طهران وقم الفارسية.
كما أتساءل أيضاً عن حصانة حدود إسرائيل وإيران لمنع تسلل إنفلونزا داعش لداخلها وقبلها أختها الكبرى القاعدة بل تفتح لجرحاهم المستشفيات الإسرائيلية والإيرانية لمعالجتهم وإعادتهم أصحاء لاستمرار جهادهم المزعوم ولم نسمع عن إصابة صهيوني أو فارسي واحد بعدوى هذا الوباء الذي كرس شره كله على أبناء الأمة العربية لشغل جيوشها وتدميرها وباسم الجهاد والإسلام، وفي الحالتين البلية أعظم وقد آن الأوان لليقظة وتوحيد الجهد العربي الإسلامي لتنظيف المنطقة الإقليمية من هذا الفيروس الداعشي الوبائي بالأمن الفكري والمعتمد على إيمان الوسطية لتحصينهم بالمناعة الكافية لإنهاء هذا الوباء الخطر وكشف مصادر دعم وتمويل هذه اللعبة الأممية مع القوة والثقة والإيمان.