إن من سنن الله عزَّ وجلَّ أن هذه الحياة لا تدوم ولا تصفو لأحد مهما كان، يتقلَّب المرء بين أفراحها وأحزانها، يذوق من حلوها ومرِّها، والسعيد من وطَّن نفسه لذلك وأدرك أن لا عيش هنيئاً إلا عيش الحياة الآخرة.
والمصائب يبتلي الله بها جميع البشر امتحاناً وابتلاءً على صبرهم، فهنيئاً للصابرين {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إذا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ}.
فإن الموت حق، والنفس المطمئنة ترجع إلى ربها راضية مرضية مطمئنة، حيث انتقلت إلى رحمة الله نورة بنت محمد بن فهد الداود -رحمها الله- زوجة عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن ناصر بتاريخ 24-6-1440هـ وتوفيت بالرياض بتاريخ 24-6-1440هـ يوم الخميس وصُلي عليها في جامع الملك خالد بعد صلاة العصر ودُفنت في مقبرة حريملاء.
كانت ذات أياد بيضاء للصغير والكبير القريب والبعيد كانت محبة للأيتام والضعفاء والمساكين كانت يدها تنفق ولا تعلم شمالها لا تكره أحداً وتحب الجميع وتتواصل مع أقاربها وجيرانها وتحسن إلى من أساء إليها، وهي المرأة التي أود أن أسطِّر بعض كلمات الوفاء والعرفان بحقها ولا أظنها ستفي؛ فهي ليست إلا جهد المقل، عُرفت دائماً بأنها حكيمة كبيرة الهمة صريحة صدوقة.
نعزي فيها أنفسنا ومن فقدها ممن عرفها حق المعرفة وجميع أسرة الداود وأخص بالعزاء أبناءها الأستاذ عبدالرحمن والأستاذ إبراهيم والأستاذ سعود والأستاذ عبدالله والدكتور خالد والأستاذة هياء وأخويها الأستاذ عبدالله والأستاذ صالح وأخواتها الأستاذة منيرة وسارة وفاطمة وحصة وجميع أسر الداود في الرياض وخارج الرياض رجالاً ونساءً وبالأخص ذووها وجميع محبيها وجيرانها، سائلين الله أن يلهمهم جميعاً الصبر والسلوان، ويرحمها الله رحمة واسعة ويرفع درجاتها يوم تلقى ربها وأسكنها فسيح جناته وعوَّض الجميع خيراً.. آمين.
** **
- د. فهد بن عبدالرحمن بن عبدالله السويدان