د. خيرية السقاف
ما يشهده الراهن من تسارع تغيير مفهوم التمكين، والحقوق، والتطوير في أدوار المرأة لن يتوقف عند المرحلة الراهنة..
كما إنه لن يعْـبر عارضًا في زمنه، فهو جذري..
ولسوف تكتمل جُملُه في سرد الأيام، وتقف لَبِناته في القادم أبنية ناهضة..
ولسوف يأخذ مكانه في سجل التاريخ..
ولكن!!..
ربما يكون من اللائق بالمرأة أن تستوعب المتاح لها استيعابًا عميقًا، بحس يقظ، ونباهة
لا غفلة معها..
وأن تواكب بنوالها فرص التمكين التي أفْسحت بين يديها محاوره..
ووضحت أمامها معالمه، ولها اتسعت حلقاته، وأُشرعت على مصراعيها أبوابه،
ومن أجلها تسارعت عجلاته..
ذلك بأن تؤهل نفسها من أجل أن تنزل في القافلة عضوًا فاعلاً، مدركة أهمية المكان الذي ستحتله في مقاعدها،
ومسؤولية الدور الذي ستقوم به في مجتمعها،
وأن تتعرف الأحلام التي تسلمت خيوط نسيجها، وتتقن عمل المغزل بين يديها..
لتنجح في صنع النسيج، وإنجازه، دون أن يفلت من بين يديها خيط..
ليشتد النسيج، ويمتد..
وربما عليها أن تكون الجسر بين ما بنته من سبقنها؛ لتوصله إلى من سيلحقن بها من بعدها..
دون أن تهدم قائمًا سليمًا، ولا تُنقض متينًا ثابتًا أصيلاً..
إنها ليست مرحلة فرحها بالتمكين بالمتاحات الأكثر اتساعًا، وتنوعًا،
بل هي الآن تقف في محكات اختبار، اختبار شاملٍ، دقيقٍ، مفصلي صعب
حين تدرك يقينًا أنها في معمعة امتحان محملة بأثقل أمانة بين يديها..
ليوفقها الله في النجاح كما نأمل..