يعتبر قطار الحرمين السريع، من أبرز المشاريع التي تم إنجازها في المملكة، نظرًا لأهميته في تحقيق النمو الاقتصادي وخلق الفرص الاستثمارية والتجارية ودعم وتحفيز باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى.
وقد حظي المشروع منذ بدء العمل فيه وحتى تدشينه؛ بدعم لا محدود من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- ليؤكد حرص القيادة الرشيدة على استمرار توفير أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين بأعلى المعايير.
ويهدف إطلاق قطار الحرمين السريع الذي يعتبر من أضخم المشاريع على مستوى الشرق الأوسط؛ إلى مواجهة تنامي عدد الحجاج والمعتمرين من الخارج والداخل، وتخفيف الضغط والزحام على الطرق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ومحافظة جدة، من خلال توفير وسيلة نقل آمنة وسريعة للمواطنين والمقيمين والزوار، بأعلى مستويات الكفاءة ووفق أعلى المواصفات العالمية. كما يأتي ضمن توجه الدولة وتوسعها، مؤخرًا، في قطاع النقل بالسكك الحديدية، وتوفير خيارات متعددة للنقل العام بما يتوافق مع رؤية 2030.
يربط القطار بين منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورًا بمدينة جدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية بطول 450 كم، وهو يتميز بتصاميم محطاته الخمسة المستلهمة من معالم مكة المكرمة والمدينة المنورة وطابعهما المعماري الإسلامي الفريد. ويستهدف قطار الحرمين نقل نحو 60 مليون راكب سنوًيا من خلال 35 قطارًا سريعًا سعة الواحد منها 417 راكبًا، ويتكون القطار الذي تصل سرعته إلى 300 كيلو متر في الساعة، من 4 عربات لدرجة الأعمال، و8 عربات للدرجة الاقتصادية، وعربة للطعام.
ولا تنحصر الآثار الإيجابية لمشروع قطار الحرمين عند اكتماله في توفير وسيلة نقل آمنة وسريعة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، بل تتعدى ذلك إلى توفير فرص عمل مناسبة للخريجين السعوديين في مجال تشغيل وصيانة القطارات السريعة، إذ تشير التقديرات الأولية إلى أن المشروع سيحتاج إلى عدد كبير من القوى العاملة في تخصصات هندسية، ومهنية إدارية تتجاوز 3000 موظف 70 في المائة منهم خريجون سعوديون.