عمر إبراهيم الرشيد
هذه خواطر رأيت نثرها أمام أنظاركم وقد عنّت لي وأنا في انتظار حقيبتي في صالة المطار، فيها الإشادة وفيها النقد. أولها ملاحقة إدارة الجوازات ووزارة الداخلية في العموم لأحدث التطبيقات، ومنها أجهزة إنهاء إجراءات السفر الذاتية في المطار وهو ما يوفر وقت المسافر وجهده. محلات السوق الحرة تحسنت عن سابق عهدها وإن كانت ما تزال بحاجة إلى إنهاء أعمال التوسعة والتطوير التي طالت أكثر من اللازم. أما رحلات الناقل الوطني الدولية ونوعية الطائرات والخدمة فهي راقية، وليت هذا ينسحب على الرحلات الداخلية . عند الوصول استقبلنا الأشقاء في المطار بترحابهم وكرمهم المعهود، في مطار تعرفون كيف يمور بأمواج متلاطمة من البشر من مختلف دول العالم. يعجبني سير النظام عمومًا هناك، فلا ترى من يطل بوجهك قائلاً (تكسي يا الشيخ؟).
تشعرك هذه المدينة بأنها لا تنام، صاخبة وفي حركة بناء لا تهدأ ليل نهار، ومشاريع ومراكز تسوق تتوالد عامًا بعد عام. وبقدر ما أعجب لتلك الآلاف من الأبراج والبنايات الشاهقة المتلاصقة، بقدر ما يعود ذاك التساؤل المشوب بالحيرة، أين الهوية العمرانية حتى تبعث الروح في المدينة حتى ولو صنفت بأنها عالمية؟!، والتساؤل ليس محصورًا على هذه المدينة بل يشمل معظم مدننا الخليجية. في مركز التسوق سقط مني كيس وانفرطت محتوياته فانحنى رجل أجنبي ليساعدني ويرفعها الي، فالأخلاق والسلوك المهذب تشترك فيها الإِنسانية بعقلائها على اختلاف مشاربهم. عندما عدت إلى مطار الملك خالد، شعرت بالفخر لتطور وسرعة إجراءات الجوازات والخدمة الذاتية، لكن انتابتني خيبة أمل لأن خدمة تسليم الحقائب ترفض التطور وعلى حالها منذ إنشاء المطار!، إلى اللقاء.